أعلنت بعثات الحج المصرية الرسمية "سياحة - قرعة - جمعيات" وكذا البعثات المتخصصة، مثل البعثة الطبية والدينية، عن رفع حالة الطوارئ القصوى استعدادا لتصعيد الحجاج المصريين على عرفات غدا الاثنين. ويستعد خلال ساعات أكثر من مليوني حاج من مصر والدول الإسلامية للوقوف على عرفات، وهو الركن الأعظم في الحج، وذلك كبداية لأداء شعائر الحج التي تبدأ بالوقوف بعرفة، ثم باقي الشعائر من الحلق والتقصير والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمرات بمنى، ثم طواف الإفاضة حول الكعبة الشريفة بمكةالمكرمة، والسعي بين الصفا والمروة. وفي بعثة الحج السياحي، كما تؤكد سامية سامي وكيل وزارة السياحة والآثار رئيسة اللجنة العليا للحج والعمرة، فقد اكتملت الاستعدادات والترتيبات الخاصة بتصعيد أكثر من 20 ألف حاج، منهم 16 ألفا حصة الحج السياحي من الحصة الرسمية لحجاج مصرهذا العام، والباقي حجاج هيئات وفرادى، والتأكد من توفير أتوبيسات حديثة لنقل ضيوف الرحمن بنظام الرد الواحد. مشيدة بالتسهيلات الكبرى التي تقدمها السلطات السعودية للحجاج بكل المطارات والمنافذ، والتعاون المستمر مع اللجان التابعة لوزارة السياحة والأثار. وتشهد بعثة الحج السياحي تنسيقا كبيرا بين وزارة السياحة والآثار، وغرفة شركات السياحة التي تقوم كذلك بالتواصل على مدار الساعة مع شركات السياحة؛ للاطمئنان على أحوال الحجاج. وأكدت رئيس اللجنة العليا للحج والعمرة، أن تعليمات وزير السياحة والآثار أحمد عيسى تشدد على ضرورة تقديم التسهيلات للحجاج، والتأكد من التزام شركات السياحة المنظمة للحج هذا العام بتقديم خدمات متميزة لزوار بيت الله الحرام، وفقًا للعقود الموقعة بين الحاج وشركة السياحة التي اختارها حتى يستطيع أداء مناسك الحج بسهولة ويسر. وقامت رئيسة اللجنة العليا للحج والعمرة بالمرور على مقار إقامة الحجاج بمكة، ومقابلة العديد منهم للاطمئنان عليهم، وذلك قبل تصعيدهم إلى المشاعر المقدسة "منى - عرفات" لأداء مناسك الحج، كما تم التأكد من التزام الشركات السياحية بالضوابط والقواعد المنظمة لموسم الحج السياحي لهذا العام، والتأكد من تنفيذ البرامج المتفق عليها مع الحجاج. وقالت سامية سامي، إنه تم إبلاغ الحجاج بأن جميع أعضاء بعثة وزارة السياحة والآثار المتواجدة حالياً بالمملكة العربية السعودية في خدمتهم، وأنهم متواجدين لتلقي أي استفسارات أو شكاوى لدى الحجاج. وأضافت أنه تم مقابلة العديد من مشرفي الشركات السياحية المتواجدين بالمملكة، وتم التأكيد عليهم بضرورة العمل على بذل قصارى الجهد لتوفير سبل الراحة للحجاج، وتلبية طلباتهم والعمل على رعايتهم لحين عودتهم بسلام لأرض الوطن بعد الانتهاء من أداء الفريضة. ويعقد الأئمة والخطباء التابعين لوزارة الأوقاف المصرية المرافقين لبعثة الحج السياحي ندوات توعوية ودينية لحجاج الشركات السياحية يومياً لتعريفهم بالمناسك والرد على أسئلتهم واستفساراتهم الدينية؛ لضمان صحة أداء مناسك الحج على الوجه الأكمل. وأوضحت أن اللجان المكلفة بمتابعة أحوال حجاج السياحة، سواء المطارات والمنافذ أو مكة والمدينة لم تتلق أي شكاوى من الحجاج حتى الآن، مؤكدة التزام معظم الشركات السياحية بتعاقداتها مع الحجاج، وشددت على أن اللجان بمكة والمدينة تتنقل بين أماكن إقامة حجاج السياحة لاستطلاع أحوالهم ومتابعة أي شكاوى لأي حاج والتدخل لحلها. وأشادت بالتعاون الكبير بين أعضاء اللجنة العليا للحج السياحي؛ حرصا من الجميع على نجاح الموسم وراحة الحجاج، وأضافت أن العمل سيستمر على قدم وساق حتى وصول آخر حاج تابع لشركات السياحة، ثم يبدأ الاستعداد لإداء الفريضة. وأشارت إلى المجهود الكبير الذي يبذله الجميع لتوفير سبل الراحة لحجاج السياحة، لاسيما تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 16 ألف حاج هذا العام، وذلك من خلال العيادة الطبية التي تم إنشاؤها بفندق أبراج القصواء بمنطقة أجياد بمكةالمكرمة، بالتعاون مع وزارة الصحة. وأكد كلً من أحمد إبراهيم وهشام أمين عضوا اللجنة العليا للحج والعمرة، أن جميع شركات السياحة المنظمة للحج السياحي هذا العام التزمت بالضوابط التي سبق أن أقرها وزير السياحة والآثار، سواء كانت ضوابط خاصةً بإجراءات السفر أو التعاقد مع الحجاج أوالإقامة بمكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. وأشاد عضوا اللجنة بالتنسيق الدائم والمستمر بين الوزارة وغرفة شركات السياحة، وذلك من خلال اللجنة العليا للحج والعمرة التي تضم ممثلين من الوزارة والغرفة وتجتمع بصفة دورية وتتصدى لأي مشكلة تظهر والعمل على حلها فورا. وقال ناصر تركي، عضو اللجنة العليا للحج والعمرة، إن أكثر من 95% من شركات السياحة المصرية المنظمة لبرامج الحج السياحي لا تذهب بحجاجها إلى مشعر منى يوم التروية الموافق 8 ذو الحجة من كل عام، حيث تكتفي فقط بتصعيد حجاجها إلى مشعر عرفة بداية من منتصف يوم 8 ذو الحجة؛ وذلك لتأدية الركن الأكبر للحج وهو الوقوف بعرفة يوم 9 ذو الحجة. وأرجع تركي عدم قيام شركات السياحة باصطحاب حجاجها لقضاء يوم التروية بمشعر منى، وهو أحد سنن الحج، إلى تخوف الشركات من عدم استطاعتها إدخال حجاجها إلى مشعر عرفة يوم 9 ذو الحجة، وذلك بسبب الزحام الشديد وهو ما يعني ضياع الحج على هؤلاء الحجاج، حيث إنه لا حج لمن لم يقف بعرفة. ولفت عضواللجنة العليا للحج السياحي، إلى أن عدد قليل من شركات السياحة تقوم باصطحاب حجاجها إلى مشعر منى يوم التروية والمكوث بها حتى صلاة الفجر، ثم الذهاب بهم إلى مشعر عرفة صبيحة يوم وقفة عيد الأضحى. وفي نفس الوقت تقدم السلطات السعودية التيسيرات لتصعيد الحجاج، من خلال المحاور والطرق الجديدة، بالإضافة إلى قطار المشاعر حتى يتمكن الحجاج من أداء المناسك في سهولة ويسر، سواء من خلال الانتقالات من مكة إلى منى والمبيت بها غدا لمن يرغب من الحجاج في ليلة التروية أو التوجه مباشرة كما يفعل معظم الحجاج المصريين وفقًا لالتزام البعثات المصرية إلى عرفات مباشرة بجانب الإجراءات الخاصة بالنفرة من عرفات مساء بعد غد الثلاثاء واستكمال باقي مناسك حج هذا العام. يشار إلى أن دار الإفتاء المصرية أكدت أنه لا حرج على الحجاج من عدم ذهابهم إلى مشعر منى يوم التروية يوم 8 ذو الحجة، مؤكدة أنه لا يبطل الحج فالمهم في مناسك الحج هو الوقوف بعرفة.