أكد السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال أن قضية القدس تتصدر أجندة العمل الإعلامي العربي - عملا بتوجهات مجلس الجامعة وقرارات مجلس وزراء الإعلام - وهي محور أساسي في الاستراتيجية الإعلامية العربية وفي خطة التحرك الإعلامي العربي. جاء ذلك في كلمة ألقاها خطابي في الندوة الدولية حول دور الإعلام العربي في دعم الهوية الحضارية للقدس الشريف، والمنعقدة على هامش أعمال الدورة 53 لمجلس وزراء الإعلام العرب اليوم /الثلاثاء/ بالرباط عاصمة المملكة المغربية. وأوضح أن القدس التي شكلت على امتداد مراحل من التاريخ بوتقة للتسامح والوئام والتعايش والتي تحتاج، اليوم، لكل أشكال الدعم بما في ذلك على واجهة العمل الإعلامي العربي المشترك لإلقاء الضوء على طابعها الروحي ووضعها القانوني والتاريخي، وتنبيه الرأي العام الدولي إلى خصوصيتها وببطلان الإجراءات الإسرائيلية لطمس هويتها الأصيلة. وقال إن الممارسات الإسرائيلية الأحادية الجانب التي تعمد لشرعنة البؤر الاستيطانية والإخلاء القسري للبيوت ومصادرة الممتلكات والتضييق على الحريات الفردية بما فيها ضمان حرية الوصول لأماكن العبادة طبقا للشرائع والمواثيق الدولية تحث كافة الفاعلين الإعلاميين، في الإعلام العمومي أو الخاص، ببلداننا العربية لإلقاء الضوء، كل من موقعه المهني، على مستقبل القدس وأوضاع الساكنة المقدسية. وأكد أن انعقاد هذه الندوة في سياق التطورات الراهنة للقضية الفلسطينية مناسبة لاستعراض المبادرات التضامنية ونشاطات المؤسسات الفاعلة بما فيها وكالة بيت مال القدس الشريف التابعة للجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية التي تقدم من خلال مشاريعها ومبادراتها العمرانية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والصحية نموذجا للتضامن الملموس على أرض الواقع. وأشار إلى أن القدس اختيرت أول عاصمة للإعلام العربي في 2016، وهي عاصمة دائمة وجزء أساسي في فعاليات العواصم العربية الأخرى. وقال إنه بموازاة ذلك، تم خلال الدورة 52 لمجلس وزراء الإعلام باقتراح من وزارة الإعلام الفلسطينية وبتجاوب من الأمانة العامة والدول الأعضاء استصدار قرار لجعل 11 مايو الذي يتزامن مع اغتيال الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة يوماً للتضامن العالمي مع الإعلام الفلسطيني لمواجهة الخطاب الدعائي الإسرائيلي القائم على التضليل وحجب الحقائق وتضييق الخناق على المحتوى الإعلامي الفلسطيني ومستخدمي شبكات التواصل. وأكد أن تضافر وتناسق جهود كافة الشركاء المعنيين والنخب الإعلامية يعد المدخل المناسب لإنجاح الأعمال والإسهامات التي تهدف إلى نصرة القدس مدركين أن التسوية الحقيقية للقضية الفلسطينية بدءا بالقدس تقتضي اعتماد مقاربة شمولية مقدمة من المجتمع الدولي لإنهاء صراع مرير وعقود من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق على درب تثبيت دولته الوطنية المستقلة ومقوماتها السيادية وعاصمتها القدسالشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ورؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.