أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، قراراً بتشكيل لجنة لتقييم موقف نقل المقابر الموجودة بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، وإنشاء ما يسمى ب"مقبرة الخالدين"، لتكون صرحاً يضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في رفعة الوطن. ولمعرفة تفاصيل أكثر عن المشروع وتداعيات القرار، تواصلت "الشروق" مع زيزو عبدو مؤسس مبادرة سيرة القاهرة. ويقول زيزو عبده ل"الشروق": "هذا البيان تاريخياً وفاصلا، حيث إن مقبرة الخالدين هي ما ننتظره كحل أخير في ظل ما تُعانيه القرافة من عملية هدم شاملة". وأكد أنه في وقت سابق، دارت نقاشات مجتمعية بين رئيس الوزراء، وبعض الأثريين، ومؤسسات المجتمع المدني، أثناء تنفيذ مخطط تطوير الفسطاط وبعض المواقع بالقاهرة، و"على حد عملي لم تؤخذ آراء الخبراء موضع الجدّية". وأضاف، متحف شواهد القبور والمكونات الفنية والجمالية التي تحويها القرافة، يجب أن يتم العمل عليها من الآن كمرحلة أولى في عمليات الفرز والتوثيق والنقل، والحفاظ على ما تبقى من المدافن العريقة البعيدة عن خطة التطوير وفتحها كمزارات. ويستكمل: يجب أن تكون هناك آليات تنفيذية واضحة ومحددة وليس مجرد بيان وإعلان للتوصيات؛ إدراكًا للوقت وقيمة المكونات التراثية والجمالية في محيط القرافة. وتابع، "لابد أن يكون قرار الرئيس ليس مجرد بيان، ولابد أن يتم تفعيله من طرف اللجنة التي تم اختيارها، والاستعانة بالقائمين على مبادرات إنقاذ التراث والمهتمين به". وتمنى أن يتم تصميم متحف الشواهد الأثرية، ليكون منارة تجمع كل شواهد القبور الملقاة في القرافة والشوارع، وليس مجرد مبنى لتهدئة الرأي العام. وقال: "يجب الحرص على التعامل مع الشواهد الأثرية التي سيتم نقلها، لذا يجب أن تكون اللجنة المكلفة على دراية تامة بالتراث الجنائزي، حيث إنها أشياء دقيقة جداً، بالإضافة إلى توفير دعم مالي لعملية اكتشاف أشياء جديدة في القرافة مثل البئر الذي تم اكتشافه".