أكد السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الاعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، أن التطوير المنشود للسياحة العربية يبقى رهينا بوضع استراتيجيات طموحة وتنافسية تأخذ بالاعتبار أولوية القطاع السياحي بارتباط عضوي مع متطلبات التنمية المستدامة، مؤكدا على أن الإعلام يلعب دورا مؤثرا في إنجاح مبادرات النهوض بالسياحة. وقال خطابي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى"دور الإعلام في تطوير السياحة العربية البيئية" المنعقد في تونس:" في هذا الملتقى حول الاعلام السياحي نعتز بدور المنظمة العربية للسياحة برئاسة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد الفعال في خدمة السياحة العربية للنهوض بهذا القطاع على امتداد منطقتنا العربية التي شكلت عبر التاريخ فضاء جغرافيا للتفاعل الحضاري والثقافي والتجاري. وأضاف أن ذلك الفضاء كان موطنا لرحالة كبار أبدعوا، بجانب عطائهم الفكري، في تدوين تجارب مشرقة عن رحلاتهم وأسفارهم وأشهرهم الرحالة المغربي العالمي ابن بطوطة صاحب "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" الذي أضحى رمزا للسياحة العربية. وأشار لما يستوجبه اليوم في الزمن الرقمي، من حاجة لاستغلال وسائل التواصل والتنقل دون كبير عناء لتوطيد الصلات والروابط العميقة القائمة بين بلداننا العربية ذات المؤهلات السياحية والثقافية والتراثية الغنية تمشيا مع اهداف جامعة الدول العربية وهياكلها المعنية وفي المقام الأول مجلس وزراء السياحة العرب. وأكد أن الاعلام شكل عاملا أساسيًا في تنويع الأسواق السياحية بعدما كانت بلدان غربية قليلة تحتكر الحركة السياحية خلال خمسينيات القرن الماضي، حيث كان عدد السياح لا يتجاوز 50 مليون سائح فيما يناهز عددهم الآن 1.5 مليار سائح في أفق 2 مليار في 2030. وتابع: "من المؤسف أن تكون المنطقة العربية التي تقدر مساحتها ب14 مليون كلم مربع وحوالي 400 مليون نسمة غير مسايرة لدينامية الحركة السياحية في العالم، مازالت مصنفة ضمن أقل المناطق جذبا للسياح بما لا يتجاوز 6,2 في المائة من إجمالي السوق السياحي الدولي. ومضى قائلا: "كما أن السياحة البينية العربية تظل متواضعة لاعتبارات متعددة ترتبط بهشاشة الأوضاع السياسية والأمنية في بعض البلدان العربية، واستمرار العوائق التي تحول دون حرية تنقل الأشخاص، فضلا عن الانعكاسات ذات الصلة بجائحة كوفيد 19 والحرب الروسية -الأوكرانية". وأكد أن التطوير المنشود للسياحة البينية العربية يبقى رهينا بوضع استراتيجيات طموحة وتنافسية تأخذ بالاعتبار أولوية القطاع السياحي بارتباط عضوي مع متطلبات التنمية المستدامة وتخصيص أسعار محفزة تراعي القوة الشرائية للمواطن العربي، وتجويد الخدمات الفندقية. وشدد على ضرورة العمل على إطلاق حملات تسويقية ناجعة للارتقاء بهذا المنتوج السياحي، وذلك بانخراط جميع الاطراف من حكومات ومهنيين وجماعات ترابية ومنتخبين وجمعيات المجتمع المدني ووكالات أسفار ووسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، ومن هنا، فان هذا الملتقى يعد فرصة جماعية لتكريس الدور المؤثر لوسائل الإعلام في إنجاح المبادرات الداعمة للنهوض بالسياحة البينية التي من شأنها الدفع بحركية الاستثمارات وتنمية الصناعة السياحية وخلق فرص الشغل، وتعزيز النسيج الانتاجي والدفع بمخططات الاستدامة. وأعرب خطابي عن تطلعه أن تشكل توصيات وخلاصات جلسات الملتقى الحوارية انطلاقة للنهوض بالسياحة البينية عبر تقاسم الخبرات بين كافة الشركاء في القطاعين السياحي والإعلامي والعمل بروح التكامل بينهما لترويج ثقافاتنا وقيمنا وتقاليدنا العريقة.