أنهت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أعمالها أمس، من خلال تفقد موقع أبو رواش لإنشاء أول محطة لتحويل المخلفات إلى طاقة، لتنتقل اليوم فى 4 محافظات فى صعيد مصر لعرض مزيد من النماذج الناجحة فى الاقتصاد الدائرى وتحفيز الاستثمار البيئى. واستقبلها، اليوم، اللواء عصام سعد محافظ أسيوط، لتبدأ زيارتها بتفقد مشروع تطوير منظومة معالجة مياه الصرف الصحى والصناعى لشركة أسيوط لتكرير البترول، وذلك فى إطار جولتها بعدد من محافظات الصعيد استكمالا لفعاليات أسبوع دعم الاستثمار البيئى تحت رعاية رئيس الوزراء، ضمن الاحتفال بيوم البيئة العالمى 2023. وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن المشروع يعد نموذج لتطبيق فكر الاقتصاد الدوار وتحقيق الاستثمار البيئى، وأيضا كنموذج تطبيقى لاستراتيجية الاقتصاد الحيوى التى تم التشاور حولها أمس ضمن فعاليات يوم البيئة، وذلك بجذب مزيد من الاستثمارات فى الاقتصاد القائم على أساس حيوى من خلال تحقيق الاستغلال الأمثل للصرف الصحى المعالج بعد معالجته ووقف صرفه على المسطحات المائية، فى زراعة ما يقرب من 100 فدان من نبات الجوجوبا ذى المردود الاقتصادى العالى، حيث ينتج الفدان الواحد منه 700 كيلوجرام بذور، يستخلص منها 280 لترا من زيت الجوجوبا، ويتم بيع البذور ب100 ألف جنيه والزيوت بحوالى 280 ألف جنيه سنويا، وذلك من خلال تنفيذ مزراع للجوجوبا على 4 مراحل بدأت منذ 2016، بتكلفة أكثر من 500 ألف جنيه، وكذلك المساهمة فى خفض الانبعاثات الكربونية، ويطلق الفدان الواحد ما يعادل 150 طن اكسجين سنويا، بالاضافة إلى امتصاص 22 طنا من ثانى اكسيد الكربون. وأشارت وزيرة البيئة إلى أن المشروع الذى تم الانتهاء منه مؤخرا يهدف إلى الاستفادة من تكنولوجيا المعالجة المتقدمة (ميكانيكية – كيميائية – بيولوجية) فى اعادة استخدام المياه بعد المعالجة لزراعة نباتات غير مثمرة مثل نبات الجوجوبا، مما يساهم فى تعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية وترشيد استهلاك المياه وتحقيق عائد اقتصادى، حيث تقام المحطة بطاقة تصميمية تصل الى 300 م3 /ساعة، وجارى انشاء بحيرة صناعية جديدة تتكون من أحواض (استقبال – تنقية – نهائى ) بسعة استيعابية 41,000م3 /يوميا. وقد تفقدت الوزيرة المحطة وزارت مزارع الجوجوبا، كما استمعت لعرض حول المشروعات البيئية الأخرى التى تنفذها الشركة، والتى انتهت من تركيب أنظمة الرصد الذاتى على مداخن الغلايات والافران و ربطها على الشبكة القومية لرصد الانبعاثات الغازية بجهاز شئون البيئة بتكلفة حوالى 50 مليون جنيه، وجارى العمل على توصيل الغاز الطبيعى إلى الوحدات الانتاجية لإستخدامه كوقود صديق للبيئة، كما حققت الشركة هدف صفر مخلفات من خلال انتهاج مبدأ إعادة التدوير والاستخدام. ولفتت وزيرة البيئة إلى تنفيذ عدد من المشروعات البيئة فى قطاع البترول بالتنسيق بين وزارتى البترول والبيئة من خلال اللجنة العليا لتيسير الاجراءات وتقديم الدعم الفنى وخاصة مشروعات معالجة مياه الصرف الصناعى، وتعد شركة اسيوط لتكرير البترول شركة رائدة فى قطاع البترول والوحيدة التى نفذت مشروعات متكاملة لمعالجة واعادة استخدام المياه بكفاءة بيئية واقتصادية، مشيرة إلى أن جهود وزارة البيئة فى دمج البعد البيئى فى قطاعات التنمية وخلق شراكات تقوم على مبدأ المنفعة المتبادلة مع قطاعات كان معتاد عليها فى الماضى أنها ملوثة للبيئة، لدعمها فى تحقيق التوافق البيئى والخروج بمنتج مصرى ذى قيمة تنافسية، ساعد بشكل كبير على تمهيد الطريق وتهيئة المناخ الداعم لدخول عهد الاستثمار البيئى الذى يقوم على الاستثمار فى البشر وخلق شراكات مع مختلف أصحاب المصلحة. وكانت وزيرة البيئة قد ناقشت مع محافظ أسيوط أثناء استقباله لها بالمطار، التعاون فى مجال التشجير تحت مظلة تنفيذ المبادرة الرئاسية 100 مليون شجرة، وسبل إشراك القطاع الخاص فيها، حيث تقوم وزارة البيئة من خلال فروعها الإقليمية بجمع طلبات المحافظات بعدد الأشجار المطلوب ضمن مساهمتها فى المبادرة.