عندما تتيح التكنولوجيا شيئا ونحرم من الاستفادة منه، فهذا يعتبر نوعا من أنواع التصدى للتقدم بل وقيادة للتخلف أيضا علق المهندس طلعت عمر نائب رئيس الجمعية المصرية للاتصالات على القرار الذى اتخذه الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات مؤخرا بفرض الحظر على استخدام برنامج سكايب Skype لعملاء الإنترنت اللاسلكى «المحمول» بمصر لإجراء المكالمات الهاتفية الدولية عبر شبكة الإنترنت حول العالم عن طريقة تقنية VoIP، وذلك بسبب مخالفته للوائح والقوانين المصرية. متسائلا: «البرنامج وغيره من برامج شبيهة يمثل وسيلة من وسائل توفير الدخل للمواطن المصرى، فلماذا يتعمد الجهاز حجبها عنه ولمصلحة من؟». وأضاف عمر: «العالم بأكمله أتاح استخدام الوسائل التكنولوجية بجميع أنواعها مستخدما حزمة خدماتية متكاملة متضمنة الصوت والصورة والمعلومات عبر شبكة واحدة وتكاليف منخفضة، مقللا بذلك من تكاليف إنشاء البنية التحتية، إلا أننا ما زلنا نقدم تلك الخدمات بتكلفة عالية جدا». وحسب عمر فإن تأخير دمج شبكات الصوت والمعلومات معا إلى الآن تأخير غير مبرر على الإطلاق لأنه يساعد على زيادة تكاليف التشغيل والخدمة. وكان عمرو بدوى الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات قد أرجع وقف خدمة برنامج اسكايب فى مصر عن طريق شبكات المحمول بسبب اعتبارها منفذ لتهريب المكالمات الدولية، مشيرا إلى تأثير استخدامها على نسبة إجراء المكالمات الدولية بطرق شرعية. ووصف طلعت عمر قرارات الجهاز الأخيرة، بالمتخبطة والعشوائية، واعتبرها نتيجة واضحة لتركه السوق دون أى ضوابط، ونفى فى الوقت نفسه أن يكون لدى شركات المحمول مصلحة فى وقف البرنامج نظر لتراكم الخدمات الإضافية، التى تقدمها وتجعلها مستفيدة فى جميع الأحوال. مختلفا مع هذا الرأى قال الدكتور حمدى الليثى خبير الاتصالات إنه مع القرار كنوع من إجراءات الحماية لطريقة تنظيم المكالمات الدولية بمصر، ولبعض الاستثمارات، موضحا «أن قرار كهذا مقبول ولكن لفترة محددة ليس إلا، نظرا لأن التكنولوجيا الحديثة ستقوم بفرض نفسها بنفسها لا محالة فى ذلك». ويستخدم ملايين الأفراد بالإضافة إلى الشركات برنامج سكايب المتوافر لإجراء الاتصالات الصوتية والمرئية وتبادل الرسائل النصية والملفات بين المستخدمين مجانا. بالإضافة إلى إمكانية إجراء الاتصالات مع الهواتف الأرضية والمحمولة بأسعار منخفضة لاى شبكة من شبكات التشغيل. ويقدر عدد المغتربين المصريين، الذين يستخدمون البرنامج للتواصل مع أقاربهم وأصدقائهم نحو 3.9 مليون مصرى. ومؤخرا قامت الشركة بتطوير برنامج خاص بالتواصل عبر الإنترنت من خلال أجهزة الآى فون، ويستطيع المستخدمون حسب البرنامج الجديد إرسال جميع المكالمات، التى تأتيهم عبر برنامج سكايب للرد عليها من على رقم الهاتف المحمول دون الحاجة إلى الدخول على حساب سكايب الخاص بهم. وحسب خبير الاتصالات حمدى الليثى فإن أحد مميزات السوق المصرية أنه يقدم خدمة الاتصالات الدولية بجودة عالية مقارنة بخدمات السكايب ذات السعر الزهيد والجودة المنخفضة مضيفا «مصدر المكالمات التى تمر من خلال شبكات المصرية للاتصالات الدولية هو مصدر معروف وفى حالة وجود أى شكاوى يمكن اللجوء إلى خدمة العملاء، وهذا لا يتوافر بسكايب وغيره من البرامج المماثلة». وأضاف الليثى معلقا إتاحة دولة الإمارات لبرنامج سكايب مرة أخرى بعد حجبه فترة طويلة، «لا استبعد ان تخطو مصر نفس خطى الإمارات وتقوم بإعادة اتاحة البرنامج مرة أخرى نظرا لأن التكنولوجيا تتقدم الآن، ولابد من أنها ستكتسح». أما المستخدمون فقد أثار القرار لديهم بعض القلق والاستياء. أحد مستخدمى البرنامج قال «أنا استخدم سكايب للعمل وكانت تكلفة الاتصال برقم مجانى 0800 فى أمريكا من مصر لمدة 59 دقيقة هى صفر!! لذلك أتوجه بالسؤال كيف نتبنى فلسفة المنع بعد ان انتهت من العالم كله، أما حمدان مرزوق أحد المبرمجين قال: «سوف أبحث عن طريقة لفتح البرنامج. سواء ببرنامج vpn أو برنامج بروكسى.