باتت المنافسة علي المكالمات الصوتية بين الشركة المصرية للاتصالات وشركات المحمول الثلاث «موبينيل وفودافون واتصالات مصر» في مهب الريح بعد إعلان شركة جوجل العالمية تشغيل خدمتها الصوتية والتي تتيح لمستخدمي خدمة البريد الالكتروني المعروفة باسم «جي ميل» الاتصال بالتليفون الثابت وأجهزة المحمول محليا ودوليا عبر الانترنت بما يهدد استثمارات الشركات الأربع ويضعها للمرة الأولي في بوتقة واحدة للتوصل إلي قيمة مضافة جديدة يمكن من خلالها الاحتفاظ بأعداد المشتركين. يأتي ذلك في توقيت يعقب القرار الذي أصدره الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بمنع عملاء الانترنت اللاسلكي أو المحمول من استخدام برامج الاتصال الصوتي عبر الانترنت المعروفة باسم «سكايب» لإجراء المكالمات الدولية إضافة إلي قيام الشركة المصرية للاتصالات بتقدمها بطلب رسمي تطلب فيه رفع الدعم الذي تحصل عليه شركات الانترنت السريع والذي يكلف الشركة حوالي 100 مليون جنيه سنويا. لفتت شركة «جوجل» الأمريكية أنه تم إجراء أكثر من مليون مكالمة هاتفية عبر خدمة «جوجل فويس» علي منصة «جي ميل» للبريد الالكتروني خلال أول 24 ساعة من إطلاقها في أمريكا. تأكيدات قوية للدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أوضح خلالها أن قطاع الاتصالات المصري لا يقف أمام دخول تكنولوجيات جديدة إذ أن الاتجاه العام هو عدم رفض أي خدمة تقدمها شركات الانترنت العالمية في إطار صيغة تحقق مصالح جميع الأطراف الأخري التي تتأثر بهذه الخدمة. شدد وزير الاتصالات علي أن تشغيل الخدمة الجديدة التي طرحتها شركة جوجل العالمية لن تؤثر بشكل كلي في اقتصاديات الشركة المصرية للاتصالات التي أنفقت استثمارات ضخمة علي البنية الأساسية فضلا عن انشائها معابر دولية مقترحا أن يتم اقتسام العائد بين جوجل والشركة المصرية للاتصالات أو شركات المحمول باعتبار أن المصرية هي بوابة الدخول الأولي للاتصالات في مصر. أوضح المهندس طلعت عمر رئيس جمعية مهندسي الاتصالات أن دخول تكنولوجيات جديدة يضع مستقبل الشركة المصرية للاتصالات في موقف حرج لافتا إلي أن كثيرا من شركات الاتصالات العالمية حسمت اختياراتها تجاه المستقبل من خلال دمج الشبكات وتطوير الخدمات باستخدام تكنولوجيا منخفضة التكلفة مثل تكنولوجيا نقل الصوت عبر الانترنت VOIP بالإضافة إلي تقديم الاتصالات بتعريفة رخيصة. أكد عمر أن استخدام تكنولوجيا نقل الصوت عبر الانترنت سواء من شركة جوجل وغيرها يعد أحد أوجه حقوق المجتمع في الحصول علي اتصالات رخيصة موضحا أن تقنيات الVOIP هي التقنية المنتشرة في العالم الآن، ولكنها تحتاج إلي استراتيجية مصرية واضحة لتنظيم التعامل من خلالها. أوضح الدكتور عبدالعزيز البسيوني خبير الاتصالات أن تشغيل خدمات الصوت عبر الانترنت يفيد كثيراً من القطاعات مثل قطاع السياحة والذي أصبح يعتمد علي الاتصالات الدولية عن طريق الانترنت في معظم أعماله بالإضافة إلي صناعة الكول سنتر لافتا إلي أن تشغيل هذه الخدمة سوف يساعد في تخفيض أسعار الاتصالات محليا ودوليا ويضيف لشركات الانترنت إذا تم وضع بروتوكول بين الشركة العالمية ونظيرتها المصرية. لفت إلي أن الشركة المصرية للاتصالات باعتبارها الشركة الحكومية والوحيدة التي تعمل في تقديم خدمات الصوت الأرضية وتملك بوابة دولية فضلا عن استثمارات في الكابلات سوف تحظي بحماية الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بايجاد وسيلة لتنظيم خدمة جوجل الجديدة علي غرار منع خدمة سكايب. أشار إلي أنه بالرغم من البنية التحتية التي تمتلكها الشركة المصرية للاتصالات إلا أنها أصبحت مهددة بفقدان حصة في سوق الاتصالات في الفترة المقبلة بما يمهد الطريق لكسر احتكار الشركة المصرية للاتصالات للخطوط الثابتة لاسيما الدولي منها. أشار الدكتور عبدالرحمن الصاوي عضو لجنة ممثلي شعبة الاتصالات التابعة للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات إلي أن سوق الاتصالات اقترب من حالة التشبع بوجود ما يقرب من 60 مليون مستخدم بما يجعل المستقبل لصناعة الانترنت والبرودباند. أوضح أن الإيرادات والأرباح للشركات الثلاث لن تتجاوز حاجز 1 أو 2% فقط وذلك لأن المصروفات تتزايد علي تلك الشركات لافتا إلي أن الانترنت من خلال البرودباند سيكون هو المستقبل بما يعضد من موقف الشبكة الأرضية بسبب سرعاته الأعلي وأسعاره الأرخص علي عكس المحمول الذي لديه حيز معين.