أعلنت الكنيسة المصرية، أمس الأحد، تعرض البابا تواضروس الثاني، لوعكة صحية طارئة، عقب أدائه قداس عيد حلول الروح القدس. وكشفت الفحوصات الطبية، عن إصابته بالتهاب بسيط في العصب السابع، ونصحه الأطباء بأخذ فترة راحة مع بعض الأدوية وجلسات العلاج الطبيعي؛ لذا سيتم تأجيل أي اجتماعات رعوية كانت مقررة الأيام المقبلة، مع استمرار المقابلات الفردية المحددة مسبقًا، حسبما ذكر بيان الكنيسة. واحتفالا بمرور 10 سنوات على جلوس البابا تواضرورس على الكرسي البابوي خلفا للبابا شنودة، أصدرت الدار المصرية اللبنانية كتابا بعنوان "البابا تواضروس: سنوات من المحبة لله والوطن" للكاتبة والإعلامية شيرين عبد الخالق. وضمت صفحات الكتاب أحاديث للبابا روى من خلالها ذكرياته ومواقفه الإنسانية بمختلف مراحل الحياة، فضلا عن لحظات فارقة وتاريخية في عمر الوطن، والتي من أبرزها ثورة 30 يونيو، واتفاق القوى الوطنية على الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين استجابة للرغبة الشعبية. *هليكوبتر لأول مرة يروي قداسة البابا: "جاء يوم الأربعاء الثالث من يوليو، وتحديدًا الثانية ظهرًا، ففوجئت بمكالمة من القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، وطلبوا مني الحضور إلى اجتماع بعد ساعة بالقاهرة، ورددت معتذرًا بتلقائية وأخبرتهم بأنني في كينج مريوط". ويكمل: "ولم تمضِ سوى دقائق قليلة وأعادوا الاتصال وأخبروني بتجهيز طائرة هليكوبتر في أقرب مطار لي، وهو مطار برج العرب"، وقالوا لي: "من باب الطمأنينة وحتى لا تقلق، فضيلة الإمام موجود بالأقصر وأرسلنا له طائرة". ويذكر: "بالفعل كنت في مطار برج العرب في الثانية والنصف ظهرًا، وكان في استقبالي هناك رئيس المطار، الذي رحب بي واستقليت الطائرة الهليكوبتر بصحبة اثنين من الطيارين، وكانت المرة الأولى التي أركب فيها طائرة هليكوبتر، وفي أقل من خمس دقائق كانت الطائرة مُحلقة في السماء، وهبطت في مطار ألماظة، وأخذتني سيارة من هناك إلى مبنى المخابرات". *اجتماع اللحظة الفارقة وعن مناقشات ذاك الاجتماع التاريخي، يقول البابا تواضروس: "بعد وصولي وصل شيخ الأزهر، والكاتبة سكينة فؤاد، والدكتور محمد البرادعي، وممثل عن حزب النور، وممثلين عن الشباب، وكان عدد الحضور حوالي 20 شخصًا، ثم جاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، والفريق صدقي صبحي، وبعض القادة العسكريين". وأضاف: "وقام الفريق أول عبد الفتاح السيسي بقيادة الجلسة، وبدأ يتحدث عن معطيات ما يدور في البلاد، والوضع الراهن، وسأل كلًّا منَّا عن وجهة نظره، ومن بين الحضور مَن قال إن الحل هو انتخابات رئاسية مبكرة، وهناك مَن طلب منح مرسي سنة كفرصة أخيرة، ومنهم مَن وجَّه النظر لحالة الغليان في الشارع، إلى أن وصلنا لصيغة توافقية، وقمنا بصياغة البيان الشهير". *صياغة بيان إنقاذ مصر وتم عرضه على المستشار القانوني بالقوات المسلحة لضبط الصيغة القانونية، ثم قام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بمراجعته لغويًّا، وبعد ذلك أعطوا لكلٍّ منَّا كارتًا ليكتب كلمته، والحقيقة أني لم أكتب حرفًا، وفضَّلت في هذه اللحظة التاريخية أن يخرج الكلام من قلبي. * تأملات في ألوان العلم ثم بدأ كل منَّا يقول كلمته، وهنا لفت نظري علم مصر، وأنا عاشق له وعاشق للألوان، فتأملت العلم في كلمتي، وأشرت إلى أننا نجتمع تحت علمٍ واحد، يضمنا جميعًا، فاللون الأبيض يُشير إلى الساكنين على البحر الأبيض المتوسط، واللون الأحمر يُشير إلى الساكنين على البحر الأحمر، والنسر يحمل لون صحارى مصر، والأسود يُشير إلى طمي نهر النيل من الشمال إلى الجنوب، وكيف أننا نعشق كل ذرة تراب لهذا البلد.