تطورات عدوان الاحتلال على غزة.. استخدام مقلاع داوود لأول مرة واغتيال قائد الصواريخ بالجهاد

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان له، استهداف واغتيال علي غالي، المسئول عن إدارة الوحدة الصاروخية لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، وعملية الاغتيال جزء من أهداف عملية "الدرع والسهم" المُخطط لها للهجوم على حركة الجهاد.
وجاء في بيان الاحتلال، أن غالي شكّل شخصية بارزة في التنظيم وكان مسئولا عن إدارة الوحدة الصاروخية، ولعب دورا مهما في توجيه وتنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ صوب إسرائيل، بما في ذلك الرشقات الصاروخية الأخيرة.
واستشهد ما لا يقل عن 25 فلسطينيا، منذ الثلاثاء 9 مايو الجاري، نتيجة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل.
من هو علي غالي؟
هو أحد الأسماء البارزة في المقاومة الفلسطينية، وشخصية محورية في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكان مسئولًا عن إدارة وحدة إطلاق الصواريخ، ولعب دورًا مهمًا في توجيه وتنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ صوب إسرائيل، بما في ذلك في الرشقات الصاروخية الأخيرة خلال عملية "السهم الواقي"، كما وجه وشارك في عمليتيْ "حارس الأسوار" عام 2021، و"الفجر الصادق" عام 2022.
ونعت سرايا القدس، مسئول الوحدة الصاروخية، والذي ارتقى بعملية اغتيال في خانيونس جنوب قطاع غزة، وقالت في بيان صحفي: "ننعى الشهيد القائد المجاهد/ علي حسن غالي -أبو محمد- عضو المجلس العسكري، ومسئول الوحدة الصاروخية، الذي ارتقى في عملية اغتيال صهيونية غادرة فجر اليوم في خانيونس جنوب قطاع غزة برفقة عدد من الشهداء الأبرار".
وكانت قوات الاحتلال، استهدفت فجر اليوم الخميس، شقة سكنية في مدينة حمد بخانيونس جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 3 وإصابة آخرين، وتدمير الشقة بشكل كامل، بالإضافة إلى أضرار لحقت بالشقق المجاورة،
وتقع الشقة المستهدفة في مدينة حمد السكنية التي شيدتها قطر عقب زيارة أميرها السابق حمد بن خليفة آل ثاني، عام 2012 لقطاع غزة، وبتدمير هذه الشقة السكنية، يرتفع عدد المنازل التي دمرها الاحتلال بشكل كلي وجزئي في مناطق مختلفة من قطاع غزة إلى 25 منزلا.
وتعد حركة الجهاد الإسلامي ثاني أكبر جماعة مسلحة في غزة بعد حركة حماس، وقد تعهدت بالرد لمقتل قادتها ضمن عملية الدرع والسهم التي تشنها إسرائيل على الحركة.
ما هي عملية "الدرع والسهم" التي تشنها إسرائيل ؟
في 5 مايو وافق رئيس الحكومة الإسرائيلية على شن عملية "الدرع والسهم" لاغتيال كبار مسئولي الجهاد الإسلامي ومهاجمة الأهداف الخاصة بالحركة، وحققت العملية ضربات متتالية أدت إلى مقتل علي غالي وغيره من المنتمين لحركة الجهاد والمواطنين المدنيين، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس11 مايو، مقتل 25 فلسطينيا في قطاع غزة منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية.
وقال نتنياهو، في خطاب متلفز أذيع صباح الخميس 11 مايو بعد مقتل علي غالي: "إسرائيل لن تخفف من هجومها ضد الفصائل المسلحة في غزة، وإسرائيل لا تزال في أوج المعركة"، مدعيا أن القوات الإسرائيلية توجه "أشد ضربة عرفتها حركة الجهاد الإسلامي في تاريخها".
وأضاف نتنياهو، أن العملية الإسرائيلية أعادت الردع من خلال تعزيز الفكرة بأن أي شخص يهاجم إسرائيل سيدفع الثمن.
كما صرح وزير الدفاع يوآف جالانت، في نفس الظهور التلفزيوني مع نتنياهو، بأن إسرائيل نفذت مئات الضربات، ودمرت مخازن أسلحة وذخيرة، فضلا عن مواقع إطلاق الصواريخ الخاصة بحركة الجهاد، واصفا ما حدث: "كل هذا ترك هذه المجموعة القاتلة بلا ملاذ".
وأفاد الجيش الإسرائيلي، بأن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت 153 صاروخا، فيما سقط عدد منها في مناطق مدنية، وتسبب بعضها في أضرار، وسقطت البقية في مناطق مفتوحة دون التسبب في أضرار، ونفذ الجيش ضربات ضد 133 هدفا تابعا لحركة الجهاد الإسلامي.
مقلاع داوود.. منظومة تستخدم لأول مرة
وأشارت كثير من المنصات الإعلامية العالمية، إلى استخدام منظومة الصواريخ الدفاعية "مقلاع داوود" لأول مرة في عملية عسكرية إسرائيلية، وهو نظام مصمم لإسقاط الصواريخ التي يتم إطلاقها من مسافة 100 إلى 200 كيلومتر، وهو جزء من الدرع الصاروخي لإسرائيل، الذي يشمل بالفعل نظام "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ونظامي "آرو-2" و"آرو-3" لاعتراض الصواريخ طويلة المدى، بحسب رويترز.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن هذه هي المرة الأولى التي يتم خلالها بنجاح استخدام المنظومة التي تصنعها بالشراكة مع أمريكيا، وأشارت إلى أنه في عام 2018 أطلقت المنظومة صاروخين لاعتراض صواريخ أطلقت من سوريا صوب إسرائيل لكنها سقطت داخل الأراضي السورية.
ووفق المعلومات الواردة بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن تكلفة الصاروخ الواحد من منظومة "مقلاع داود" تبلغ مليون دولار، وأُعلن عن بدء تشغيل المنظومة في أبريل 2017.