أظهرت دراسة جديدة نشرت اليوم الخميس، أن حرائق الغابات في أستراليا ربما تكون قد ساهمت في ظهور نظام طقس "لا نينا ثلاثي نادر". واحترقت ملايين الهكتارات من الأراضي في حرائق الغابات، في جميع أنحاء أستراليا في الفترة من عام 2019 إلى عام 2020، مما أسفر عن مقتل 26 شخصا على الأقل وتدمير آلاف المنازل. وأظهر بحث جديد، تم نشره في مجلة "ساينس أدفانسيز" اليوم الخميس، أن حرائق الغابات تسببت في انبعاث الكثير من الأهباء الجوية "الإيروسولات" في الغلاف الجوي بنفس قدر الانفجارات البركانية الكبيرة. وقال الدكتور توم مورتلوك، الزميل المساعد في مركز أبحاث تغير المناخ بجامعة "نيو ساوث ويلز"، إنها المرة الأولى التي يكون فيها حريق الغابات ضخما لدرجة التأثير على النماذج المناخية. وضاف مورتلوك أن الدراسة أشارت إلى أن حرائق الغابات، التي نتجت عن رياح غربية قوية تهب دخانا عبر المحيط الهادئ، زادت من غطاء السحب، وبردت درجات حرارة المحيط. وقال مورتلوك إن هذا بدوره "أثر على بداية ومدة ظاهرة "لا نينا" الثلاثية النادرة التي خرجنا منها للتو". ولأول مرة منذ نحو 20 عاما، تعاقبت ثلاث سنوات من ظاهرة "لا نينا" وراء بعضها البعض منذ عام 2020. وقال مورتلوك إن حرائق الغابات أبرزت "ترابط" النظام المناخي. وقال مورتلوك: "أدى طول أمد لا نينا، وهطول الأمطار فوق المتوسط، وغياب حرائق الغابات على الساحل الشرقي إلى زيادة في الوقود الجاهز للاحتراق عندما تأتي ظاهرة النينو". وقال مورتلوك إنه من خلال النظر في بيانات خسائر التأمين التاريخية، فإن خسائر حرائق الغابات مرتبطة بفترات ظاهرة "لا نينا" نظير "النينو". وأضاف مورتلوك "هناك الآن احتمال بنسبة 60٪ أن تبدأ ظاهرة النينو في التشكل هذا الشتاء، وتبلغ ذروتها في الربيع والصيف." وتصف ظاهرة "النينو" ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية في شرق المحيط الهادئ وتغير تيارات الهواء والمياه في جميع أنحاء العالم. وعادة ما تسبب ظاهرة "النينو" الجفاف الشديد في أستراليا وأجزاء من أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأمطار غزيرة على طول ساحل المحيط الهادئ للولايات المتحدة. وتعتبر ظاهرة "لا نينا" مرحلة باردة يحمل فيها التيار الاحتباس الحراري عبر الإشعاع الشمسي إلى المياه العميقة في غرب المحيط الهادئ، حيث يتم تخزينه.