لقت قوات الشرطة الباكستانية القبض على رئيس الوزراء السابق عمران خان، اليوم الثلاثاء، في اشتباكات بين موظفى وأنصار حزبه من ناحية وشرطة مكافحة الشغب، في خطوة من شأنها تأجيج الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد. وقال مساعد خان المقرب ووزير الإعلام السابق فؤاد شودري: "إن رئيس الوزراء السابق عمران خان اختطف من مبنى المحكمة وتعرض عشرات من المحامين وعامة الناس للتعذيب". واعتقل خان بمقر المحكمة العليا في العاصمة إسلام أباد، حيث كان من المفترض أن يمثل أمام المحكمة على خلفية طلب الإفراج عنه بكفالة. وأوضح شودري أن مجهولين قاموا بنقل خان إلى مكان مجهول وإن رئيس المحكمة العليا طلب من السلطات مزيدا من التوضيح في هذا الشأن. وكانت شرطة إسلام أباد قد أعلنت في بيان في وقت سابق اليوم الثلاثاء، أن عمران خان اعتقل في واحدة من العديد من تهم الفساد التي يواجهها. وأصدر المكتب الوطني للمساءلة، وهو جهاز رقابي لمكافحة الفساد، أوامر اعتقال بحق خان. وقال بلال بونو، المتحدث باسم المكتب، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ):"صدرت عدة إشعارات استدعاء لخان وزوجته، لكن لم تتم الاستجابة لذلك ". وقال وزير الداخلية الباكستاني، رانا ثناء الله في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تم الاعتقال من قبل مكتب المساءلة الوطني لإلحاقه خسائر بالخزينة الوطنية". وبثت وسائل إعلام محلية صورا لخان وهو يسحب ويدفع إلى عربة مدرعة داخل مبنى المحكمة. ويأتي الاعتقال بعد يوم من إصدار الجناح الإعلامي للجيش بيانا استنكر فيه "مزاعم خان الملفقة والخبيثة" بأن كبار المسؤولين العسكريين كانوا وراء محاولات اغتياله. وفي نوفمبر الماضي، أصيب خان برصاصة في ساقه خلال مسيرة احتجاجية كانت تهدف إلى دفع الحكومة إلى إجراء انتخابات جديدة. واتهم خان أفرادا في الجيش ومسؤولين من جهاز الأمن بشكل متكرر بالوقوف وراء الهجوم. وفي الوقت نفسه، يواجه خان مزاعم بالفساد في نحو 100 قضية. وقد تجاهل مذكرات الاعتقال ضده بشكل متكرر وغاب عن حضور إجراءات المحاكمة، بزعم تعرضه لتهديدات، رغم حضوره لتجمعات سياسية. وتسببت الشد والجذب بشأن اعتقال رئيس الوزراء السابق في زيادة الاضطرابات السياسية في وقت أصبحت فيه البلاد على شفا التخلف عن سداد مديونياتها بسبب اقتصادها المتدهور. وقال ظافر الله خان، المحلل السياسي المقيم في العاصمة، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ): "من المؤسف أن يتم شنق وقتل وعزل وإهانة رؤساء وزراء منتخبين في باكستان". قد كان هذا هو تاريخ البلاد. وبالأمس، كان يتم اعتقال خصوم عمران خان بناء على أوامره واحتجازهم في السجن-واليوم هو يواجه الأمر نفسه. وتابع ظافر الله خان أن "العنف لن يخدم حزب خان سياسيا" ، وذلك في الوقت الذي بدأ موظفون وأنصار من حزب "حركة الإنصاف الباكستانية" مسيرات احتجاجية في مدن مختلفة. ونظمت حشود ضخمة في المدن الكبرى للاحتجاج على الاعتقال.واستهدف المحتجون منشآت ومبان عسكرية بصورة خاصة في عدة مدن حيث يعتقدون أن الجيش وراء خطوة اعتقال خان. واقتحم المحتجون نادي خدمات وخربوا المنشآة العسكرية الواقعة في مدينة لاهور شرقي البلاد.وفي روالبندي اقتحم المحتجون بوابة مقر المنطقة العسكرية في خطوة غير مسبوقة. وقال رئيس وزراء البنجاب محسن نقوي عبر تويتر: "هذه ليست سياسة، إنها إرهاب محض. عهدي للأمة بأننا لن نستثني أي شخص متورط في هذا الهجوم على دولة باكستان". وقالت شيرين مزاري وزيرة حقوق الإنسان السابقة وإحدى قيادات حزب حركة الإنصاف الباكستانية لوسائل الإعلام أن عضوا واحدا على الأقل من حزب خان لقي حتفه في مدينة كويتا. وقال محتج يدعى وسيم عبد القيوم لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "سنغلق البلاد بأكملها ونحتج لحين الإفراج عن خان". وقال محتج آخر يدعي حاجي شفيق جادون ل(د.ب.أ): "إنهم (الحكومة) لا يدركون قوة الحشود". ويشار إلى أن البرلمان الباكستاني عزل خان، الذي وصل إلى السلطة في 2018 بعد انتخابات متنازع عليها، في أبريل الماضي عبر تصويت بسحب الثقة، وهو يواجه منذ ذلك الحين عددا كبيرا من المشكلات القانونية.