قررت الحكومة الألمانية، للمرة الأخيرة، تمديد مشاركة الجيش الألماني في "بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي" (مينوسما). ومن المنتظر بموجب القرار أن تنتهي أكبر مهمة خارجية للجيش الألماني والتي يشارك فيها نحو 1100 جندي في نهاية مايو من العام 2024 وذلك بعد نحو 11 عاما من بدايتها. ووافق مجلس الوزراء الألماني اليوم الأربعاء على تفويض بهذا الخصوص، ولا يزال قرار المجلس في حاجة إلى موافقة البرلمان الألماني. وتعتزم الحكومة الألمانية إعادة تنظيم دورها في منطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى حيث سيتم تعزيز الدعم المدني للمنطقة وسيتم تركيز التعاون في مجال الأمن على النيجر وموريتانيا ودول خليج غينيا في غرب أفريقيا. ولا يزال الجيش الألماني يقوم بمهمة تدريب جنود في النيجر. وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن "التصعيد الأخير في السودان أوضح لنا كيف يمكن لعدم الاستقرار في بلد ما أن يتحول إلى تهديد وجودي على حياة مواطنينا. المهم هو أن يستمر دورنا في منطقة الساحل في دعم وتشجيع المسؤولية الذاتية المتنامية للأفارقة حيال الأمن والاستقرار". من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك:" إذا انهارت دول في منطقة الساحل، فإننا سنشعر عندئذ بالهزة هنا في أوروبا. لهذا السبب سنواصل العمل مدنيا وعسكريا في المستقبل أيضا من أجل شعوب المنطقة". وأشارت وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه إلى أن المساعدات التنموية يمكنها أن تسهم في حرمان الإرهاب من التربة الخصبة وأضافت:" الكثير من الناس في الساحل ينضمون إلى جماعات إرهابية ليس عن قناعة بل لأنهم يحتاجون إلى دخل". ويشارك الجيش الألماني منذ منتصف 2013 في مهمة "مينوسما" الأممية في مالي لنشر الاستقرار في البلاد بعد أن سقط جزء من البلاد في أيدي جماعات متطرفة في عام 2012.