استضافت "كايرو فيلم فاكتوري" مساء أمس المخرج والمنتج السوداني أمجد أبو العلاء، في لقاء بعنوان "المخرج وفريق العمل"، تضمن نقاشًا حول تجربته كمخرج في تكوين فريق عمل فيلمه الطويل الأول "ستموت في العشرين"، الذي يعد أول فيلم سوداني روائي طويل بعد عشرين عام من توقف صناعة الأفلام في السودان، ورغم ذلك ضم عدد كبير من الكوادر السودانية، كما تحدث أيضا عن فيلم "وداعًا جوليا" وهو أول فيلم في تاريخ السودان يتم اختياره رسميًا في مهرجان كان، ومن المقرر عرضه في الدورة المقبلة من المهرجان. وقال المخرج أمجد أبو العلاء، إن الحديث عن فريق العمل يكتسب أبعادًا أكثر عاطفية في ظل ما يجري حاليًا في السودان، موضحا: "أعلنا عن اختيار فيلم وداعًا جوليًا من إنتاجي وإخراج محمد كردفاني وبمشاركة العشرات من الكوادر السودانية، كأول اختيار رسمي في تاريخ السودان في مهرجان كان، قبل خمسة أيام فقط من اندلاع الحرب. والآن وقبل 20 يومًا من عرض الفيلم في كان، فإن عدد كبير من أعضاء فريق عمل الفيلم إما تحت القصف، أو في انتظار طويل على المعابر، بما فيهم إيمان يوسف بطلة فيلم وداعًا جوليا التي تقف في الصحراء على المعبر منذ يومين، بينما من المفترض أن تكون خلال أيام على السجادة الحمراء في كان". يضيف أبو العلاء: "إنها مشاعر مختلطة جدًا، أن تستعد لتسليم نسخة عرض الفيلم الذي عملت عليه طوال خمس سنوات لمهرجان كان، بينما أنت مشغول بمتابعة مصير أهلك وزملائك ووطنك الذين تحاصرهم الحرب". وتابع: "لكن علينا أن نتذكر أيضًا أن ما يحدث هو إنجاز تاريخي للسينما السودانية، نقدمه لوطننا لأن الفن هو ما يمكننا عمله، ولأن الفن هو الذي يبقى، لأن الأوطان لا تسقط أبدًا طالما تعلو فنونه بأيدي فنانيه". وتحدث أبو العلاء عن تفاصيل العلاقة بين المخرج وفريق العمل في كل مرحلة من مراحل صناعة الفيلم بداية من كتابة الفكرة وحتى مرحلة التوزيع، مشيرًا إلى أنه يعتمد على أسلوب يضمن تبني فريق العمل لفكرة ومفهوم الفيلم وهو ما يمكنهم من التفاعل بمرونة والإضافة بوعي، مشيرًا إلا أن التفاهم هو جوهر العلاقة بين المخرج والفريق. وعبر أمجد أبو العلاء عن فخره بالعدد المتزايد من الكوادر السودانية التي تعمل في صناعة الصورة بشكل عام، خلال السنوات الأخيرة مشيرا: "عدد من أعضاء فريق العمل في فيلم وداعًا جوليا، كانوا ضمن فريق فيلم ستموت في العشرين، لكن هناك أيضًا عدد كبير من الكوادر السودانية الجديدة في الفيلم اكتسبوا خبرات عملية مهمة في السنوات القليلة الماضية من خلال عملهم في صناعة الصورة من خلال الإعلانات والأفلام الدعائية". وتابع أبو العلاء: "إن كان من الصعب في اللحظة الحالية التكهن بالمستقبل في السودان، لكن من المؤكد أن الجهد والخبرات التي تراكمت في السنوات القليلة الماضية، وما وصلت اليه السينما السودانية في فترة قصيرة، مؤهل للبناء عليه في أي مكان بأيدي صناع الأفلام السودانيين، وكذلك من خلال الانفتاح على الخبرات العربية والعالمية". يذكر أن أمجد أبو العلاء مخرج ومنتج وكاتب سينمائي سوداني درس الإخراج بجامعة الإمارات العربية المتحدة و يقيم في القاهرة. من أفلامه الروائية القصيرة على رصيف الروح 2004، الفائز بجائزة أفضل فيلم روائي قصير، فئة الطلبة، في مسابقة أفلام من الإمارات، ريش الطيور 2005، تينا 2009 الذي شارك في مهرجان دبي السينمائي، و ستوديو 2012 الذي أنجزه بإشراف المخرج الإيراني عباس كايروستامي، وحصل على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية 2013. حاز أبو العلاء في المسرح على جائزة أفضل نص مسرحي عربي عن فطائر التفاح من الهيئة العربية للمسرح عام 2012. في العام 2019 أنجز أمجد أبو العلاء فيلمه الروائي الطويل الأول ستموت في العشرين، الذي حاز على جائزة أسد المستقبل من مهرجان فينيسيا السينمائي، ونجمة الجونة الذهبية في مهرجان الجونة السينمائي، والتانيت الذهبي للعمل الأول في مهرجان قرطاج، وجائزة الجمهور في مهرجان أجيال السينمائي، بالإضافة إلى عرضه في العشرات من المهرجانات العربية والدولية، وحصوله أكثر من عشرون جائزة أخرى. عمل أبو العلاء مبرمجًا ومستشارًا لمهرجان السودان للسينما المستقلة. كما يواصل عمله كمنتج سينمائي.