* نجاحنا حقيقى فى الشارع وحاشا لله أن نكون مثل الذين يستعينون بلجان إلكترونية * «صالح» ليس شريرًا.. هو إنسان له ما له وعليه ما عليه * أنا ممثل غير قابل للتصنيف.. وأجيد لعب كل الأدوار بشهادة الجميع * خرجت من العمل فائزًا بعلاقة إنسانية جميلة مع منى زكى ومحمد شاكر خضير الفنان دياب هو أحد فرسان «تحت الوصاية»، هذا المسلسل الذى لقبه النقاد والجمهور بالحصان الأسود الذى اجتاح موسم الدراما هذا العام، متقدما الصفوف بجدارة، قدم دياب بالمسلسل شخصية «صالح»، وهو اسم على غير مسمى، فأنت تحتار فى تصنيفه؛ هل هو إنسان شرير بطبعه، أم أن الظروف هى التى جعلته شريرا، هل هو إنسان أنانى يعشق المال، ولا يهمه أن يأكل أموال اليتامى، أم أنه هذا الحبيب الأعمى الذى قد يفعل أى شيء من أجل الارتباط بحبيبته؟ ولكن فى كل الأحوال نجح دياب أن يتماهى مع الشخصية، بشكل واقعى بكل تفاصيله المؤلمة. «الشروق» تواصلت مع دياب، فى محاولة لمعرفة كواليس هذه الشخصية وردود الأفعال التى حققتها، ولكنه فى بداية حواره حرص على ألا يصف الشخصية بالشريرة، وقال: لم أرَ «صالح» رجلا شريرا منذ أن تعرفت عليه عن قرب، ونحن فى مرحلة التحضير، هو إنسان له ما له وعليه ما عليه، عاشق، يسعى للارتباط بحبيبته، والظروف المادية الصعبة التى يمر بها أعمت عينيه، بحيث لم يستطع أن يرى سوى المركب الذى تركه شقيقه قبل وفاته، وسيلة لإنقاذ زواجه من خطيبته، ومبرره فى هذا أن لوالديه نصيبا من هذا المركب بعد وفاة الابن مع زوجته وأبنائه، وعليه هو أقنع نفسه بأنه له حق ويسعى لاسترداده. هل هذا التفسير كان كافيا بالنسبة لك حتى تهرب من محاولة البعض تصنيفك فى أدوار الشر؟ لا، أبدا، فأنا أرى نفسى ممثلا غير قابل للتصنيف، وأجيد تقديم كل الأدوار بما فيها الكوميدية والتراجيديا، والكل يشهد على ذلك، وقبل موسم رمضان قدمت حدوتة «تاكسى» ضمن حواديت مسلسل «فى كل أسبوع حكاية» من إخراج محمد حماقى، ولعبت دور سائق تاكسى مكافح، طيب ويساعد الناس بدون مقابل، والحمد لله حققت نجاحا جيدا، وشاركت فى بطولة مسرحية« اللوكاندة» وهى مسرحية كوميدية، والموسم الماضى لعبت شخصية ضابط شرطة طيب فى مسلسل «نسل الأغراب»، ربما أغلب الأدوار التى تُعرض علىّ يغلب عليها الجوانب السلبية، أو يصنفها الجمهور بالشخصية الشريرة، ولكن أسعى بكل قوتى على التنوع فى الأداء، فلا يمكن تشبيه أداء شخصية بأخرى، فكل واحدة منها لها طعم ومذاق مختلف، أى أن الشخصية الشريرة الواحدة أجيد تقديمها بأكثر من طريقة، وهى ميزة أحمد الله عليها. من صاحب قرار ترشيحك فى مسلسل «تحت الوصاية»؟ مخرج العمل محمد شاكر خضير، هو الذى تواصل معى، وعرض علىّ الدور، ووافقت على الفور، وتحمست للشخصية بشدة من مجرد الحكى عنها، وتفاعلت معها بشكل كبير، والحمد لله، خرج للناس بصورة أكثر مما كنا نتمناها. هل اشترط المخرج عليك التفرغ ل«تحت الوصاية» هذا الموسم لصعوبة تصويره؟ لا، أبدا، أنا الذى قررت التفرغ للمسلسل باختيارى تماما، فلقد تلقيت هذا الموسم نحو ثلاثة عروض، لكن لم يكن أمامى أحسن من هذا المسلسل، أو حتى يقترب منه فى الجودة، ولم يكن مناسبا ان أجمع بين مسلسل بهذه الجودة والإمكانيات الكبيرة، وبين مسلسل آخر قد يأخذ من نجاحى فى هذا العمل، وعليه قررت التفرغ له، والحمد لله أننى كنت محقا فى قرارى، إضافة إلى أن تصوير العمل بالفعل كان غاية فى الصعوبة، فمعظم مشاهده «خارجى» بالأماكن الطبيعية التى تدور بها الأحداث سواء فى الميناء أو فى الشوارع أو فى البحر. هناك اعتقاد أنه بما أن المسلسل مكون من 15 حلقة فتصويره يكون أسهل مقارنة بغيره فما تعليقك؟ التعليق بسيط وهو أننا بدأنا تصوير المسلسل يوم 8 ديسمبر الماضى، وانتهينا منه يوم 26 رمضان تقريبا، أى أن عدد الحلقات الأقل من المسلسل الطويل، لم يحدث فارقا فى أيام التصوير، فكما ذكرت أن معظم مشاهد المسلسل تصوير خارجى، وهو أمر مرهق للغاية، ويتطلب وقتا وجهدا، ورغم ذلك كان من الممكن أن أجمع بينه وبين عمل آخر، إذا استهوانى، لكن للأسف لم يستهونى شىء من المعروض على، وأنا رجل لا أستطيع أن أعمل شيئا ما لم أكن مقتنعا به. إلى أى مدى تدخلت فى رسم تفاصيل شخصية «صالح» الخارجية والداخلية؟ فيما يتعلق بتفاصيل الشخصية الخارجى من تسريحة شعر وملابس وهكذا فالفضل فى هذا لفريق العمل بداية من المخرج محمد شاكر خضير ومصصمة الأزياء ريم العدل، وغيرهما، فهم أصحاب الفضل فى خروج شكل الشخصية كما شاهدناها على الشاشة، أما فيما يتعلق بتفاصيل الشخصية الداخلية، فلم أكن بحاجة لمعايشة الناس فى المنطقة التى تدور بها الأحداث لأتعلم منهم شيئا، فأنا ابن منطقة إمبابة، هذه المنطقة الشعبية العريقه، والمناطق الشعبية فى مصر لا تختلف كثيرا عن بعضها البعض، فالأفكار متشابهة، وأسلوب التعامل يكاد يكون واحدا، وعليه لم أكن بحاجة للتزود من أى وسيلة خارجية، واستحضرت الشخصية من البيئة التى نشأت فيها. كيف كان التعاون بينك وبين بطلة العمل الفنانة منى زكى خاصة أنها المرة الأولى التى تتعاون معها فى عمل فنى؟ أكثر من رائع، وهى ليست مجرد جملة تقال أو يتم ترديدها فى هذه المناسبات، أو لمجرد المجاملة، فالحقيقة الواضحة أن التعاون بيننا كان أكثر من رائع، وعلى الرغم من أنها المرة الأولى التى أتعاون فيها مع منى زكى، لكننى أستطيع التأكيد أننى كسبتها على المستوى الإنسانى بخلاف الفنى، وهى فنانة أحبها بشدة، كما كسبت على المستوى الإنسانى أيضا المخرج محمد شاكر خضير، فهى المرة الأولى التى أتعاونه فيها معه أيضا، كما جدد «تحت الوصاية» التعاون مع الأصدقاء رشدى الشامى وعلى الطيب وأحمد خالد صالح ومحمد عبدالعظيم، فقد سبق أن تعاونا معا، وبالطبع الفنانة مها نصار الذى تعاونت معها فى أكثر من عمل. ماذا كان رد فعلكم عقب التحرك البرلمانى لتغيير قانون الوصاية الذى يتم حاليا تأثرا بالنجاح الذى حققه المسلسل؟ علمنا بهذا الأمر ونحن فى اليوم الأخير لتصوير المسلسل، وفور علمنا به شعرنا جميعا بنصر كبير، وإحساس عظيم بالفخر، وشعرنا بأننا مؤثرون، وكيف أن عملا دراميا نجح فى تحريك المياه الراكدة، بإثارته قضية كبيرة مثل قضية الوصاية، فالأمر اختلف تماما فى مذاقه، عما اذا كنا قدمنا حدوتة أو قصة لتسلية الناس، فعلى الرغم من أن تسلية الناس بتقديم حواديت وقصص ممتعة تعتبر أحد أدوار الفن الهامة، لكن أن يجعلنا الله سببا كى نقدم حلولا لهذه المشكلة التى تؤرق كثيرا من البيوت التى تعانى بعد وفاة الأب من تعنت عائلته فى الصرف على الأبناء بفرض وصايتهم عليهم بعيدا عن الأم، فهذا نجاح كبير، يدعو للتباهى والفخر أن نكون حققنا الحسنيين بتقديم عمل ترفيهى ممتع للناس، يحمل رسالة ويناقش قضية كبيرة، بل وبسببه تتحرك الأمور نحو تعديلات مطلوبة فى القانون. هل توقعتم مثل هذا الحراك والنجاح الكبير الذى حققه المسلسل؟ كنا نتوقع ونتمنى، فمنذ البداية كان واضحا حرص الجميع على إنجاح المسلسل، وتم توفير كل الإمكانيات اللازمة له، والكل بذل قصارى جهده فيه، والحمد لله توقعنا نجاحا، لكن على أرض الواقع النجاح فاق كل التوقعات، فما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعى وبالشوارع شىء رهيب، فاستقبال الناس للعمل بكل عناصره عظيم، وهو ما جعلنا ننسى أى لحظة تعب وجهد بذلناها فى هذا العمل. الأجمل منه أنه نجاح حقيقى بعيدا عن اللجان الإلكترونية أليس كذلك؟ حاشا لله أن نستعين بهذه اللجان فى الترويج لنجاح كاذب، فلا يوجد منا من فريق العمل كله بداية من بطلته أو مخرجه أو جميع الفنانين المشاركين ممن يلجأون لهذه الوسائل المضللة، التى للأسف يلجأ لها البعض لتزييف نجاحات وهمية لهم، او الإساءة لغيرهم، لكن الحمد لله نجاحنا حقيقى مائة بالمائة، ويوميا أتلقى إشادات وتهنئة، وهجوما أيضا من قبل المشاهدين الذين يحبون «حنان» بطلة المسلسل، ويصبون غضبهم على «صالح» المتسبب لها فى كل المشاكل التى تعانى منها، ونحن جميعا سعداء بهذا النجاح الحقيقى غير المدفوع بأى شىء سوى بحب الناس له. ما تعليقك على بعض ردود الأفعال التى أشارت إلى أن نجاحك بهذا المسلسل يمهد الطريق لك للبطولة المطلقة؟ أشكر كل من يرانى أستحق هذا، ولكن هذا الأمر لا يشغلنى بالمرة، فأنا أشعر أننى أمام الناس بطلا، وهذا ما يهمنى، وفى مهنتنا البطولة المطلقة لها ظروف أخرى، فهى لا تحتكم للكفاءة، تحتكم أولا للنصيب، ثانيا لمسألة العرض والطلب، والحمد لله أنا راضى عما حققته فى هذه المرحلة العمرية، وكم من الفنانين لهم تاريخ طويل فى الفن ولم يصلوا لما وصلت إليه، فأنا الحمد لله أشعر بأننى فنان مهم فى عيون الناس وهو الهدف الأكبر بالنسبة لى، أما البطولة المطلقة فتأتى وقتما تأتى، أو لا تأتى، لا تشغلنى، ولا أسعى إليها، قدر سعيى لتقديم أحسن ما لدى، وفقا للمعروض علىّ، فانا فى النهاية اختار مما يعرض علىّ من أدوار.