صلى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، مساء السبت، قداس عيد القيامة المجيد في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، بمشاركة عدد من الآباء الأساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالقاهرة، ووكيل البطريركية بالقاهرة، وبعض الآباء الكهنة والرهبان. وشهدت الكاتدرائية توافد عدد كبير من المهنئين من رجال الدولة وممثلي العديد من المؤسسات والهيئات وسفراء بعض الدول. بينما امتلأت جنبات الكاتدرائية بالمصلين من أبناء الكنيسة. وقدم الأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات الشكر للمهنئين باسم قداسة البابا والمجمع المقدس والمجلس الملي والهيئات القبطية. وحضر للتهنئة وزراء الكهرباء، والتموين، والبيئة، والصحة والسكان، والشباب والرياضة، والتضامن الاجتماعي، والتنمية المحلية، والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والثقافة، والموارد المائية والري، والسياحة والآثار، ووزير شؤون المجالس النيابية، ووزير الدولة للإنتاج الحربي، ووزارة الداخلية، وممثلو الهيئات القضائية، وسفراء بعض الدول، وممثلي عدد من النقابات والأحزاب والجامعات المصرية والعديد من الهيئات والمؤسسات. وهنأ البابا في بداية عظته بالقداس الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة وكافة أبناء الكنيسة في مصر وبلاد المهجر بعيد القيامة، مشيرا إلى أن قيامة السيد المسيح هي حدث يومي في حياة الإنسان، وتمنحه العين (النظرة) الإيجابية للحياة، والعين الإيجابية تتميز بأنها واقعية وشاملة وإنسانية. وتناول أربعة أمثلة لشخصيات كانت موجودة في أحداث صلب وقيامة السيد المسيح، وهذه الشخصيات بعضها له عين إيجابية والبعض الآخر له عين سلبية، وهي: 1- يوحنا ويهوذا الإسخريوطي: وهما ضمن تلاميذ السيد المسيح الاثني عشر، ويوحنا صار التلميذ الذي كان يسوع يحبه، وكان يُرِي خدمة السيد المسيح ومعجزاته للناس، فكان لديه النظرة الإيجابية، بينما كان يهوذا ينظر للسيد المسيح نظرة مادية، وقدّره بالمال، وسلّم المسيح لليهود بثمن بخس، وأدرك في النهاية خطأه ومضى شنق نفسه، فكانت نظرته سلبية. 2- اللص اليمين واللص اليسار: وهما اللذان صُلبا بجانب السيد المسيح، واللص اليسار سخر من السيد المسيح وقال له "إن كنت أنت المُخلّص فخلص نفسك وإيّانا"، فكانت عينه سلبية واستحق الموت، بينما اللص اليمين انتهر اللص اليسار وقال له "نحن بعدل جُوزينا أما هو فلم يصنع شيئًا رديًّا"، وقدم توبة وقال للسيد المسيح "اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ" (لو 23: 42)، فكانت نظرته إيجابية واستحق الفردوس. 3- بيلاطس البنطي وزوجته: وبيلاطس هو الوالي الروماني في ذلك الزمان، وحذرته زوجته عن السيد المسيح "إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ، لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ" (مت 27: 19)، فكان لديها العين الإيجابية للحياة، بينما بيلاطس أسلمه للصليب، فكان لديه العين السلبية. 4- رجل وامرأة: المرأة هي مريم المجدلية التي أخرج منها السيد المسيح الأرواح الشريرة، فتأثرت بالسيد المسيح وصارت تخدمه، وذهبت باكية إلى قبر السيد المسيح في فجر الأحد، وتقابلت معه وظنته البستاني، ولكن عندما قال لها: "يَا مَرْيَمُ" شعرت بقوة القيامة وقالت: "«رَبُّونِي!» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ" (يو 20: 16)، فكان لديها العين الإيجابية، أما الرجل هو توما التلميذ الذي عاش مع المسيح وقتًا طويلًا، وعندما ظهر السيد المسيح للتلاميذ بعد قيامته، لم يكن توما موجودًا معهم، فعندما علم لم يصدقهم، فكانت لديه نظرة سلبية، ولكن ظهر السيد المسيح مرة أخرى للتلاميذ بعد القيامة بأسبوع وقال لتوما "هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا" (يو 20: 27). وأوضح قداسته أن الإنسان يحتاج في عيد القيامة أن ينال هذه النعمة والبركة، أن تكون لديه النظرة الإيجابية للحياة، وأن يبحث عن الجمال في الطبيعة وفي كل موقف وكل قرار وكل إنسان، وبذلك يساعد في بناء الشعوب والمجتمع.