قال بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك الأنبا ابراهيم إسحق، إننا نحتفل بعيد القيامة وسط أحداث يوميّة، عالميّة ومحلّيّة ومخاوف كثيرة منتشرة ومخاطر بيئيّة، وسط حروب مشتعلة وأوضاع اقتصاديّة قاسيّة ومؤلمة، كلّها تجسّد غياب النور وثماره، مضيفا: "كم من الضمائر المظلمة التي تجعل الشرّ خيرًا والخير شرًّا، والظلام نورًا والنور ظلامًا فلا نستطيع التمييز". وأضاف إسحق، خلال عظة قداس عيد القيامة المجيد اليوم: "أن العالم في ظلمة متعدّدة الأشكال، فقد فيه الكثيرون بيوتهم وسلامهم، وآخرون يتنفّسون القلق والاضطراب والخوف وعدم الأمان، عقول وضمائر ملتحفة بالظلمة رداءً، صارت منتجة للإثم ولمستقبل مظلم"، معتبرا أنها "أحداث شبيهة بأيّام المسيح: فحُكم عليه ظلمًا، بلا عدالة وسط توتّرات سياسيّة ودينيّة وضاع الحقّ والنور، ومن كثرة الإثم تبرد المحبة وتزداد الكراهيّة وأعمال الظلمة". وأشار إلى أن المسيح أظهر من خلال حياته وأعماله وكلامه المنير أنّه نور العالم، وأعلن قائلا "أنا نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة" (يو 12:8). ولكنّه أيضًا قال لأتباعه "أنتم نور العالم". وتابع: "ليسأل كلّ منا نفسه أين أنا من المسيح؟ أين أنا من نوره؟ من حياته وتعاليمه المنيرة؟ إنّ المسيحيّ شخص يسلك في النور، ولديه رغبة وخطّة هي أن يتمثّل بالمسيح الحيّ الذي أحبّنا وبذل نفسه من أجلنا وهدم شوكة الخطيئة". واختتم: "نرفع صلاتنا هذا المساء متحدين مع قداسة البابا فرنسيس، وسائر البطاركة والأساقفة وكل المؤمنين في مصر وكل بلاد العالم، شاكرين الله من أجل كل إنسان يجاهد ليعيش في النور ويكون سببًا في استنارة الآخرين، في عائلاتنا وفي مجتمعنا وفي العالم أجمع، نصلّي ونشكر من أجل كل إنسان يسير بضمير حيّ لرفعة الإنسان وارتقائه في كل مكان، بالرغم ممّا يعانيه من صراع وعقبات وما يدفعه من ثمن غالٍ ليعيش في النور ويسلك بضمير حيّ. وتوجه لتهنئة قلبية خالصة لإخوتنا في الوطن، في شهر رمضان، شهر الصوم، طالبين لهم من الله مواصلة صومًا مقبولًا وقريبًا عيد فطر سعيد على الجميع. وزاد: "نصلّي من أجل وطننا الحبيب مصر، ومن أجل الرئيس عبد الفتّاح السيسي وكل المعاونين له في خدمة الوطن بأمانة وإخلاص، من أجل كرامة وسعادة كل المصريّين، ونلتمس شفاعة العذراء مريم، الشاهدة الأمينة لقيامة المسيح لكي يسكب الله رحمته ونعمته على كلّ البشرية ويمنح العالم نوره، فننشر كلّ ما ينير الإنسان ويقدّسه كلّ إنسان وكلّ الإنسان".