لم تعرف الأم أنها المرة الأخيرة التى تمارس فيها هذا «العتاب القاسى» لابنها مصطفى، بسبب رسوبه فى بعض المواد، فقد قرر تلميذ السادسة الابتدائية أن يتخلص من حياته. الأم الأرملة، 53 عاما، تتولى مسئولية 5 أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة، لكن مصطفى، 12 سنة، كان همها الأول، بسبب تعثره فى بعض مواد «الشهادة المهمة». البلاغ الذى وصل اللواء محسن مراد، مدير أمن المنيا، من مأمور قسم شرطة بندر المنيا، كان يحمل عنوان الفصل الأخير من المأساة، «العثور على جثة تلميذ الصف السادس الابتدائى مشنوقا داخل منزله بإحدى قرى محافظة المنيا، بسبب عتاب والدته له على أدائه فى المدرسة». تحريات سعيد شوقى، رئيس مباحث القسم، الذى انتقل لمكان الحادث، أظهرت أن التلميذ الراحل «توجه لغرفته بعد المناقشة، وقام بربط حبل فى شباك الحجرة، ثم لفه حول عنقه، ووقف فوق أحد المقاعد، ثم ضرب المقعد برجله وأسقطه على الأرض، ليبقى معلقا فى الهواء، مشنوقا». تقرير مفتش الصحة أكد الواقعة، عندما أرجع سبب الوفاة إلى أن التلميذ مات شنقا، بسبب الحبل الذى لفه حول رقبته. عاصم عسران، مدير نيابة بندر المنيا، قرر تشريح الجثة بمعرفة الطب الشرعى، قبل اتخاذ القرار النهائى فى مأساة أسرة مصطفى.