مدير المحميات الطبيعية بالبحر الأحمر: موت «عروس البحر» تمثل خسارة كبيرة للدولة كونها أحد أهم عوامل الجذب السياحي سادت حالة من الاستياء بين المهتمين بحماية البيئة البحرية، بعد أن تداول البعض صورة علي مواقع التواصل الاجتماعي لأحد الصيادين ممسكاً بسمكة «عروس بحر» المهددة بخطر الانقراض والمحظور صيدها، مطالبين بفتح تحقيق عاجل وضبط المتهمين في الواقعة. وقالت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، إنه بالتعاون مع الجهات الأمنية تم التوصل إلى صاحب الصور المتداولة لصيد حيوان الدوجونج البحري "عروس البحر"، وتم إلقاء القبض عليه، مشيرة إلى أنه جارى تحديد توقيت الواقعة ومكانها لاتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفة وتحرير محضر بالواقعة. وأضافت الوزيرة في تصريحات صحفية لها، على ضرورة إلتزام الصيادين التام بمواسم وتوقيتات الإغلاق المطلق للصيد للحماية من المسالة القانونية لما لها من مردود إيجابي في تعافي المخزون السمكي واستدامة المصيد مع الحظر الكامل لأنواع معينة من المعدات والأدوات التي لا تتناسب مع بيئة الشعاب المرجانية، وتتسبب بشكل مباشر في خطر وتهديد للعديد من الكائنات البحرية والتي تقع فريسة سهلة في مثل هذة الأنوع من أدوات الصيد. من جانبه، قال الدكتور وليد رمضان مدير المكتب الفني للمحميات الطبيعية بالبحر الأحمر، إنه بعد تداول الصورة على مواقع التواصل، قام الصياد بالظهور في فديو يوضح فيه أنه اصطادها كونها حيوان غريب لم يراه من قبل، نافياً علمه بنوعية السمكة أو أنها نادرة، مؤكداً أنه قام بإخراج عروس البحر من الشباك وإلقاءها في مياه البحر مرة أخرى وهي حية. وأضاف رمضان ل«الشروق»، أن الصياد لا يقول الحقيقة نهائياً، وأنه اصطاد الحيوان تعمدا، مؤكداً أن حيوان عروس البحر «الدوجونج» ماتت وهي على المركب، حيث قام الصياد بسحبها برباط قوي جداً من ذيلها؛ ما أدى إلى وفاتها. ولفت إلى أنه يتم التحقيق مع الصياد المتهم بالواقعة، وننتظر انتهاء التحقيق معه، مشيراً إلى أنه يتم البحث عن «عروس البحر» من قبل الصيادين منذ فترة طويلة، وذلك للحصول على لحومها وزيوتها وجلدها وعظامها وأسنانها. وشدد على ضرورة تنفيذ قانون البيئة وقرارات الوزارة فيما يخص عمليات الصيد مع تنظيم حملات توعوية للتعريف بالتوصيات الصادرة عن وزارة البيئة والتي تصف مخالفات الصيد وخاصة تلك التي تعتمد علي استخدام الأدوات والمعدات التي تتسبب في تجريف الحياة البحرية وتؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية لحماية الحياة البحرية لما لها دور هام في التوازن البيئي. وأشار إلى أن خسارة حيوان «عروس البحر» تمثل خسارة اقتصادية هائلة للدولة، كونه أحد أهم عوامل الجذب السياحي بالنسبة لمنطقة مرسى علم، حيث يأتي السياح من جميع أنحاء العالم ليستمتعوا بمشاهده هذا الكائن البديع الذي تعرض لكثير من الانتهاكات التي أدت إلى انخفاض أعداده وتعرضه الانقراض. ولفت إلى أن «عروس البحر» متواجد في أكثر من 40 دولة، أغلبها في المحيط الهندي حول شبه الجزيرة الهندية والفلبين وإندونيسيا، وفي البحر الأحمر بمصر، وسواحل شرق افريقيا، وغرب المحيط الهادي حول استراليا واليابان ونيوزيلندا، ويعرف هذا الحيوان بعدة أسماء، من بينها «الأطوم، عروس البحر أو بقرة البحر، والدوجونج». وتابع أنه بالرغم من كونه أحد الثدييات المائية، والتي تصنف منها الفقمة أو كلب البحر، إلا أن هذا الحيوان ما يميزه هو عدم قرابته لهذه الثدييات وغيرها من الكائنات ولكنه أقرب للأفيال، فكلاهما يجمعان صفات من مجموعات حيوانية مشتركة كالوبر ونوع وطريقة الغذاء كالخرطوم.