في عصرنا الحالي أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا مهمًا من حياتنا، بفضل قدرتها على ربط الناس من جميع أنحاء العالم وتمكيننا من الوصول الفوري إلى المعلومات، ولكن في حين أن لها العديد من الفوائد، إلا أن لها أيضًا سلبيات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة العقلية. وأظهرت دراسات حديثة، أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي مرتبط بمجموعة من التأثيرات السلبية على الصحة العقلية، بما في ذلك مشكلات صورة الجسم وتدني احترام الذات واضطرابات الأكل. أجرت مجموعة من الباحثين من جامعة كوليدج لندن تحليلًا شاملا ل 50 دراسة علمية من 17 دولة مختلفة، والتي أظهرت ارتباطًا واضحًا بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والقضايا المتعلقة بصورة الجسم، وذلك كما نشر موقع "هيلث شوتس". وكشفت دراسة حديثة نُشرت في "جلوبال بابليك هيلث" العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وصورة الجسم أو اضطرابات الأكل لدى الشباب، ووجد الباحثون أن جوانب معينة من وسائل التواصل الاجتماعي، مثل المنصات التي تركز على مشاركة الصور والتفاعل مع الاتجاهات المختلفة، كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتأثيرات السلبية على الصحة العقلية، والأكل المضطرب، ومخاوف صورة الجسم لدى الشباب. ووجدت دراسة أخرى أجرتها جامعة فلندرز في أستراليا، أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي مرتبط باحتمالية أعلى للإصابة باضطراب في الأكل، حيث شمل البحث أكثر من 1000 من الشباب وأظهر أن أولئك الذين أمضوا المزيد من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، كانوا أكثر عرضة لظهور صورة سلبية عن الجسم وزيادة الضغط للتوافق مع معايير الجمال غير الواقعية، وهذا اتجاه مقلق يجب معالجته، حيث يمكن أن يكون لاضطرابات الأكل عواقب وخيمة على الصحة البدنية والعقلية للفرد. ووجدت الجمعية الملكية للصحة العامة في المملكة المتحدة، أن وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بعدم الرضا عن صورة الجسد والقلق والاكتئاب والشعور بالوحدة، حيث إنه غالبًا ما تقدم منصات الوسائط الاجتماعية صورًا مثالية للجمال والنجاح يمكن أن تكون غير قابلة للتحقيق وتؤدي إلى تدني احترام الذات. وعلاوة على ذلك يمكن أن تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في الشعور بالعزلة الاجتماعية، حيث يقارن الناس حياتهم بالآخرين عبر الإنترنت ويشعرون بأنهم غير لائقين، ويمكن أن يكون لذلك آثار سلبية كبيرة على الصحة العقلية للشباب، ما يؤدي إلى زيادة القلق والاكتئاب.