بات حمزة يوسف أول مسلم في تاريخ اسكتلندا يتولى منصب رئيس الوزراء، بعد أن انتخبه برلمان البلاد رئيسا لحكومة المقاطعة البريطانية التي يطمح لقيادتها نحو الاستقلال عن لندن، ليخلف نيكولا ستورجن التي أعلنت استقالتها بصورة مفاجئة الشهر الماضي بعد 8 أعوام في الحكم. وصادق البرلمان الاسكتلندي الثلاثاء على تعيين حمزة يوسف، الزعيم الجديد "للحزب الوطني الإسكتلندي"، رئيسا جديدا للوزراء ليصبح بذلك أول رئيس وزراء اسكتلندي من أصول مهاجرة ومسلمة. وسيتولى يوسف الذي فاز في اقتراع حزبي الإثنين بزعامة الحزب الوطني الاسكتلندي منصبه الجديد رسميا اليوم الأربعاء. ورجح اقتراع داخلي نظمه الاستقلاليون في اسكتلندا، كفة حمزة يوسف لخلافة نيكولا ستورجن في قيادة الحزب وبالتالي رئاسة الوزراء. ويواجه يوسف (37 عاما) تحديا متمثلا في توحيد الحزب الوطني الاسكتلندي، وإعادة تنشيط حملته من أجل استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة. وكان حمزة وزيرا للصحة وأصبح أول مسلم يرأس حزبا سياسيا كبيرا في بريطانيا. وبهذا الفوز، يدخل يوسف التاريخ السياسي في الغرب، كأول مسلم يتقلد منصب رئيس الوزراء في بلد غربي. ووالد يوسف باكستاني الأصل وهاجر إلى اسكتلندا مع عائلته في الستينيات، بينما وُلدت والدته لعائلة من جنوب آسيا في كينيا، وكثيراً ما تحدث يوسف عن الإساءات العنصرية التي تعرض لها. واضطر يوسف للاتصال بالشرطة بعد تلقيه تهديدات في بداية التنافس على زعامة الحزب، وتم اعتقال رجل يبلغ من العمر 25 عامًا وامرأة تبلغ من العمر 35 عامًا، وتم توجيه اتهامات إليهما. وتلقى يوسف تعليمه في مدرسة "هاتشنسونس جرامر" الخاصة في جلاسكو، حيث كان أصغر بعامين من زعيم حزب العمال الاسكتلندي أنس سروار، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وبعد دراسة السياسة في جامعة جلاسكو، عمل لفترة وجيزة في مركز اتصالات قبل أن يصبح مساعدًا برلمانيًا لعضو البرلمان الاسكتلندي بشير أحمد، وبعد ذلك مساعدًا لأليكس ساموند. واُنتخب يوسف ضمن قائمة الحزب الوطني الاسكتلندي لمنطقة جلاسكو في عام 2011، ثم عينه ساموند في منصب وزير أوروبا والتنمية الدولية بعد عام واحد فقط. وأصبح وزيرا للنقل في عام 2016 بعد فوزه بمقعد دائرة جلاسكو بولوك من حزب العمال. وبعد ستة أشهر من توليه حقيبة النقل، فُرضت عليه غرامة قدرها 300 جنيه إسترليني مع إضافة ست نقاط جزائية إلى رخصته بعد أن أوقفته الشرطة أثناء قيادته لسيارة صديقه دون تأمين. وحصل يوسف على ترقية أخرى في عام 2018 عندما عينته ستورجن وزيراً جديداً للعدل كجزء من تعديل وزاري لحكومتها. كما اشتهر يوسف بسبب سقوطه من على دراجة كان يستخدمها في البرلمان الاسكتلندي أثناء تعافيه من تمزق في وتر العرقوب أصيب به أثناء لعب كرة الريشة.