بحث الدكتور بدر عبد العاطي، سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبي، ومملكة بلجيكا مع كل مديرة الإدارة العامة للطاقة بالمفوضية الأوروبية ومستشارة وزيرة الطاقة الفيدرالية ببلجيكا، تعزيز التعاون في مجال الطاقة والمناخ والمياه. وأكد الجانبان الأوروبي والبلجيكي، على الأهمية الكبيرة التي يوليانها لتعزيز التعاون مع مصر في مجال الطاقة بمصادرها التقليدية وغير التقليدية من أجل دعم أمن الطاقة الأوروبي، ولاسيما في ضوء الإمكانيات الهائلة لدي مصر بما يؤهلها لأن تكون مركزا لتدويل وإنتاج وتصدير الطاقة إلى القارة الأوروبية. وتطرق النقاش إلى التعاون القائم لاسيما في مجال تصدير الغاز المسال "LNG"، بما جعل مصر ضمن أكبر عشر دول مصدرة للغاز في الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي؛ هذا بالإضافة إلى آفاق التعاون المستقبلي بين الجانبين في مجالات الطاقة النظيفة والجديدة والمتجددة؛ وعلى رأسها تصدير الكهرباء الفائضة لدى مصر إلى أوروبا وربط شبكتي كهرباء الجانبين، فضلا عن التعاون في مجال إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر في ضوء مذكرة التفاهم الموقعة مع الاتحاد الأوروبي، وأيضا في إطار المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدد الذي تم إطلاقه بشكل مشترك من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو على هامش قمة شرم الشيخ للتغير المناخي في نوفمبر الماضي. كما بحث عبدالعاطي التعاون مع مدير عام الإدارة العامة للبيئة بالمفوضية الأوروبية في مجال المياه ولاسيما في ضوء ما تمثله هذه المسألة من أولوية لمصر، مستعرضا المشروعات الوطنية القائمة في مصر في مجال إدارة وإعادة استخدام وتدوير المياه من أجل تعزيز القدرات المصرية لمعالجة تحدي ندرة المياه واعتبار أن الأمن المائي يعد مسألة أمن قومي بالنسبة لمصر. كما تم تناول التنسيق المصري الأوروبي بشأن مؤتمر الأممالمتحدة للمياه الذي سيعقد في مارس الجاري بنيويورك من أجل ضمان خروج هذا الحفل الهام بمخرجات هامة ومحددة. من جانب آخر، شارك عبد العاطي كمتحدث رئيسي في ندوة حول مُخرجات مؤتمر شرم الشيخ COP27، ومستقبل العمل المناخي العالمي والتنمية المستدامة في مصر، وذلك بالتعاون مع مكتب برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في بروكسل، بمشاركة عدد من كبار المسئولين من المفوضية الأوروبية وممثلي عدد من المؤسسات التمويلية الأوروبية في بروكسل، من بينها بنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الأوروبي لاعادة الإعمار والتنمية. واستعرض السفير المصري نتائج المؤتمر، مبرزا مشاركة نحو 120 رئيس دولة وحكومة خلال الموائد المستديرة الست يومي 7 و8 نوفمبر، أكدوا فيها على ضرورة تعزيز الطموح المناخي العالمي مما أسفر عن نتائج ومُخرجات ملموسة بشأن مختلف قضايا المناخ، خاصة الإنجاز التاريخي بإنشاء صندوق للخسائر والأضرار، فضلا عما تحقق في ملفات التمويل، والتكيف والتخفيف ومُتابعة تنفيذ هذه الأهداف. وأبرز المُشاركون الاستضافة والرئاسة الناجحة لمصر لمؤتمر المناخ COP27، والنتائج الصادرة عن المؤتمر على الرغم من التحديات الجيوسياسية التي صاحبت انعقاده، وتم التأكيد على ضرورة المتابعة الحثيثة لتنفيذ مخرجات شرم الشيخ والتي شملت كل مسارات العمل المناخي. كما ثمن المُشاركون المبادرات التي أُطلقت على هامش مؤتمر الشرم الشيخ والتي تناولت مجموعة متنوعة من الموضوعات والقضايا الهامة، من بينها الأمن الغذائي، والانتقال العادل، ومستقبل الطاقة، وخاصة الهيدروجين الأخضر، واتفق الحضور على ضرورة الحفاظ على الزخم الذي حققه مؤتمر شرم الشيخ وضمان مواصلة الالتزام الدولي بمتابعة تنفيذ مخرجاته التاريخية.