اتهمت روسيا، اليوم الثلاثاء، الولاياتالمتحدةوأسترالياوبريطانيا بتدبير "مواجهة تستمر لسنوات" في آسيا عبر إطلاقها تحالف أوكوس بشأن الغواصات النووية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن "العالم الأنجلوساكسوني يبني تكتلات مثل أوكوس ويطور البنى التحتية لحلف شمال الأطلسي في آسيا ويراهن بجدية على مواجهة تستمر لسنوات طويلة"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وكشف زعماء الولاياتالمتحدةوأسترالياوبريطانيا، أمس الاثنين، عن تفاصيل خطة لتزويد أستراليا بغواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية، في تحرك كبير لمواجهة طموحات الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي. وذكر بيان مشترك، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك صدقوا على خطط من أجل ما يسمى مشروع أوكوس، الذي أعلن عنه لأول مرة في عام 2021، في قاعدة سان دييجو البحرية بولاية كاليفورنيا، الميناء الرئيسي للأسطول الأمريكي في المحيط الهادي، وفقا لوكالة "روتيرز". وأضاف البيان أن الولاياتالمتحدة تعتزم أن تبيع لأستراليا بموجب الاتفاق ثلاث غواصات أمريكية تعمل بالطاقة النووية من فئة فرجينيا التي تنتجها شركة جنرال ديناميكس في أوائل العقد الثالث من القرن الحالي مع إمكانية شراء غواصتين أخريين إذا لزم الأمر. وقال البيان المشترك إن المشروع متعدد المراحل سيتوج بإنتاج بريطانياوأستراليا وتشغيلهما فئة جديدة من الغواصات من طراز إس.إس.إن-أوكوس، وهي غواصة "من تطوير الأطراف الثلاثة" تعتمد على تصميمات الجيل التالي البريطانية وسيتم إنتاجها في بريطانياوأستراليا مع تزويدها بتقنيات أمريكية "متطورة". وشدد بايدن في الحفل الذي أقيم في سان دييجو على أن الغواصات ستعمل بالطاقة النووية لكنها لن تكون مزودة بأسلحة نووية، قائلا: "هذه الغواصات لن تحمل أسلحة نووية من أي نوع". وبحسب ألبانيزي وبيان صدر من بريطانيا، ستتسلم بريطانيا أول غواصة من طراز إس.إس.إن-أوكوس في أواخر العقد الثالث من القرن الحالي في حين ستتسلم أستراليا أولى غواصاتها في أوائل العقد الرابع. ووصف ألبانيزي شراء بلاده غواصات أمريكية تعمل بالدفع النووي وانخراطها في مشروع لبناء جيل جديد من الغواصات، بأنه "أكبر استثمار" عسكري في تاريخ أستراليا. بدوره أوضح مسؤول دفاعي أسترالي، اليوم الثلاثاء، أن برنامج أستراليا للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية بالتعاون مع الولاياتالمتحدةوبريطانيا سيتكلف ما يصل إلى 245 مليار دولار، على مدى الثلاثين عاما المقبلة، ليصبح بذلك أكبر برنامج دفاعي في تاريخ أستراليا. وقال مسؤول دفاعي لوكالة رويترز إن التكلفة الإجمالية لبرنامج الغواصات تقدر عند 268 مليار دولار أسترالي إلى 368 مليارا بحلول 2055، أي ما يعادل حوالي 0.15 % من الناتج المحلي الإجمالي سنويا. من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وينبين، اليوم الثلاثاء، إن أسترالياوبريطانياوالولاياتالمتحدة تجاهلت مخاوف المجتمع الدولي وتمضي في مسار خطير، بعد الإعلان عن صفقة الغواصات. واعتبر المتحدث أن الاتفاق يقوض معاهدة "عدم انتشار الأسلحة النووية"، قائلاً إنه يجب دفع مناقشات دولية شفافة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمعالجة مخاطر الانتشار التي يفرضها اتفاق الغواصات النووية.