لوموند الفرنسية: البرادعي (كابوس) النظام الحاكم، و(أمل) المصريين وصفت صحيفة «لوموند» الفرنسية المرموقة محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه «كابوس» لنظام الحكم فى مصر و«أمل» الكثيرين من المصريين. وقالت الصحيفة الفرنسية فى تقرير مطول لمراسلتها بالقاهرة كاترين سيمون إن الدبلوماسى المصرى السابق هو «المنافس غير المتوقع» بالنسبة لأى مرشح للحزب الحاكم فى مصر خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة على الرغم من أن البرادعى لم يعلن صراحة اعتزامه خوض تلك الانتخابات. وقالت لوموند إن البرادعى بوصفه سياسيا ومرشحا محتملا للرئاسة فى مصر يختلف تماما عن الكثيرين من السياسيين المعارضين الذين يمكن إلقاؤهم بسهولة داخل السجن تماما كما يفعل النظام الحاكم فى مصر مع الآلاف من المصريين دون تهمة أو محاكمة على حد قولها الأمر الذى جعله «كابوس النظام» وفى الوقت ذاته أمل العديد من المصريين الراغبين فى التغيير بعد أن ظلت فكرة إقدام أى سياسى معارض على الترشح للرئاسة أمام الرئيس أو أى مرشح للحزب الحاكم تمثل إهانة فى أعين الطبقة الحاكمة. وعلى الرغم من أن الرئيس مبارك لم يعلن اعتزامه عدم الترشح فى الانتخابات المقبلة عام 2011 للفوز بفترة رئاسة سادسة مدتها ست سنوات يبدؤها فى سن الثالثة والثمانين فإن الصحيفة الفرنسية ترى أن الحديث فى مصر يتصاعد حول مرحلة ما بعد رئاسة الرئيس مبارك مع وجود احتمال عدم ترشحه أو تقاعده، وهو ما ساهم فى ارتفاع أسهم البرادعى الذى تحول إلى ظاهرة دون أن يعلم من خلال الفيس بوك وعدد من المواقع الأخرى حتى فى حالة غيابه عن الوطن. وتتساءل كاترين حول الجديد الملموس الذى أتى به البرادعى إلى الساحة السياسية فى مصر وتجيب بأنه «لا شىء» فما يطالب به من نزاهة الانتخابات وحريتها وتعديل الدستور هو نفسه ما تطالب به كل حركات وأحزاب المعارضة المصرية منذ سنوات. كما أن الرجل وضع شروطا لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة منها تعديل الدستور لضمان إشراف قضائى حقيقى عليها بما يكفل نزاهتها ويرفض الانضمام إلى أى من الأحزاب القائمة التى يمكن أن توفر له طريقا أسهل للترشح فى ظل الشروط بالغة الصعوبة المفروضة على ترشح المستقلين. ومع ذلك ترى الصحفية الفرنسية أن البرادعى استطاع أن يجذب إليه جميع الأطراف الفاعلة فى الحياة السياسية المصرية بمن فيهم الإخوان المسلمين وهو ظهر بالفعل حينما دعاهم إلى منزله وجلس المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين بجانب ساسة وفنانين من تيارات مختلفة، وهو ما يدفع كاترين للتساؤل من جديد حول مقدرة هذا التحالف الذى يضم عناصر من مختلف التيارات على التغيير وإمكانية إيجاده لآلية جديدة ونزيهة للحكم قادرة على إخراج مصر من الركود على ألا تتراجع بنفس السرعة التى بدأت بها مضيفة أن الشىء الوحيد المؤكد هنا هو حالة المفاجأة التى خلقها البرادعى فى الحياة السياسية المصرية كما هو الحال داخل معسكره. *** (فانكوفر صن) الكندية: خلافة مبارك ليست شأنًا مصريًا داخليًا «الشروق» خاص اهتمت صحيفة «فانكوفر صن» الكندية بمستقبل الرئاسة بعد الرئيس مبارك (81 عاما)، معتبرة أن صحة الرئيس وهوية من سيخلفه ليست شأنا مصريا داخليا، لكون مصر بعدد سكانها البالغ نحو 81 مليون نسمة «لاعبا أساسيا فى دراما الشرق الأوسط اليومية». الصحيفة شددت أمس الأول على أن أى فوضى سياسية فى مصر سيكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها، إذ إن مصر حليف يتلقى الدعم المالى من الولاياتالمتحدة، وترتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1979، ما يجعلها وسيطا لا غنى عنه فى المنطقة. ورأت أنه بالرغم من أن مقاهى القاهرة تعج بالتكهنات حول عدد من السيناريوهات الخاصة بخلافة مبارك، فإنه لا يوجد سيناريو واحد مكتمل وإنما كل السيناريوهات مطروحة بالفعل. وأشارت إلى أن الرئيس مبارك، الذى لم يعين نائبا له، قال إنه سيحكم مصر «طالما فى صدره قلب ينبض»، ما أثار تكهنات باحتمال ترشحه فى الانتخابات الرئاسية العام المقبل، بحثا عن ولاية جديدة من ست سنوات. وعرضت «فانكوفر صن» لحظوظ ثلاث شخصيات لخلافة مبارك، وبدأت بجمال مبارك، 46 عاما، قائلة إن التكهنات ركزت خلال السنوات الماضية عليه رغم نفى الرئيس فكرة توريث الحكم، لكن المصريين توصلوا إلى استنتاج معاكس. وبحسب الصحيفة، تواجه جمال عقبة شعبيته المحدودة ورفض الشعب للتوريث على الطريقة الملكية. ثم تطرقت إلى محمد البرادعى، معتبرة أن المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الحائز على جائزة نوبل للسلام، أوجد حالة من الإثارة حين عاد إلى مصر الشهر الماضى، وبدأ الحديث عن ضرورة الإصلاح السياسى، واحتمال ترشحه للرئاسة. لكنها رأت أن التكهنات حول احتمال خوضه سباق الرئاسة ما لبثت أن تلاشت، إذ ليس بمقدوره الترشح عن الحزب الحاكم، ولكى يترشح مستقلا يتوجب عليه الحصول على تأييد 250 من أعضاء مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية المنتخبة، وهى التى يهيمن عليها الحزب الوطنى. ثم ختمت الصحيفة الكندية تقريرها بالحديث عن الوزير عمر سليمان مدير عام المخابرات العامة، معتبرة أنه «المرشح المفترض» لرئاسة مصر، مضيفة أنه يُلقب ب«حاكم الظل» فى مصر، ويحظى باحترام فى كل من العواصم العربية وإسرائيل.