ذكر صندوق الأممالمتحدة للسكان أن من بين الناجين من الزلزال في تركياوسوريا، الذي أزهق آلاف الأرواح وألحق أضرارًا فادحة بحياة السكان، هناك ما يقرب من 344 ألف امرأة حامل بحاجة ماسة للحصول على خدمات الصحة الإنجابية؛ بواقع 226 ألف امرأة في تركيا، و130 ألفًا في سوريا، ومن المنتظر أن تلد حوالي 38800 منهن الشهر المقبل. وأوضح صندوق الأممالمتحدة للسكان، بحسب بيان صادر اليوم الاثنين، أن العديد من هؤلاء النساء يحتمين في مخيمات مؤقتة، أو يقاسين العيش في ظل برودة قارصة تصل إلى درجة التجمد، عقب فقدانهن لأحبائهن، علاوة على منازلهن، وجميع ممتلكاتهن، ويكافحن للحصول على الطعام أو المياه النظيفة، مما يعرض صحتهن للخطر. ونوه الصندوق إلى أن آلاف المباني انهارت أو لحقت بها أضرار كبيرة من جراء الزلزال، من بينها المستشفيات والمرافق المدعومة من صندوق الأممالمتحدة للسكان؛ مما أدى إلى الحد من إمكانية وصول النساء إلى معلومات وخدمات الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية في أكثر وقت هن في أمس الحاجة إليها. وفي هذا السياق، قالت المديرة التنفيذية لصندوق الأممالمتحدة للسكان الدكتورة ناتالياكانيم: "وسط كل الدمار في سورياوتركيا، ينبغي أن تكون النساء والفتيات المتضررات من الزلازل آمنات ومحميات، وقادرات على الحصول على رعاية صحية جنسية وإنجابية عالية الجودة عندما يحتجن إليها. إن هذه الخدمات تنقذ الأرواح ويجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من الاستجابة". وبحسب بيان الصندوق، تركز الاستجابة الإنسانية التي يقدمها صندوق الأممالمتحدة للسكان على توفير المعلومات والخدمات المنقذة للحياة والمتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، فضلًا عن الحماية للنساء والفتيات اللواتي في حاجة إلىالدعم والمساعدة، أينما كن. في تركيا، أوضح البيان أن صندوق الأممالمتحدة للسكان يعمل مع شركاء في ديار بكر وسانليورفا وأضنة ومرسين و أديامان وهاتاي، حيث يوفر المعلومات والخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية والحماية من خلال الفرق المتنقلة ونقاط تقديم الخدمات في المناطق المتضررة، وينشر فرقًا متنقلة معنية بالصحة الجنسية والإنجابية والاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي في المدن المتضررة. وأضاف أنه يوفر الرعاية قبل الولادة وبعدها ورعاية الأطفال حديثي الولادة، وتحيل هذه الفرق النساء ممن هن بحاجة إلى المساعدة إلى الخدمات الخاصة برعاية التوليد في الحالات الطارئة، وتقدم الدعم النفسي والاجتماعي للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، كما أنها توفر حقائب الكرامة التي تحتوي على مستلزمات النظافة الشخصية ومجموعات الأمومة مع اللوازم والمواد الأساسية للأمهات الجدد وأطفالهن. وفي سوريا، يعمل صندوق الأممالمتحدة للسكان مع الشركاء لدعم المرافق الصحية وتوفير خدمات الصحة الإنجابية الأساسية، بما في ذلك صحة الأم والدعم النفسي الاجتماعي، ويكثف أنشطة التوعية والعيادات المتنقلة في المجتمعات المحلية الأكثر تضررا. وأشار صندوق الأممالمتحدة للسكان إلى أنه في غضون 72 ساعة من وقوع الزلزال، نقل ما يكفي من الأدوية والإمدادات الصحية الإنجابية المنقذة للحياة عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا لتلبية احتياجات 150,000 شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة وغير التابعة لها، كما تم إنشاء خط ساخن لدعم النساء اللواتي يتعرضن للعنف وسوء المعاملة، بينما يواصل 20 مكانًا آمنًا في حلب وحماة واللاذقية توفير إمكانية الوصول إلى خدمات الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والتصدي له.