أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مؤتمر ميونخ للأمن، الذي تبدأ أعماله في وقت لاحق اليوم الجمعة، يمثل اختبارا حقيقيا لمدى صلابة الدول الغربية في مواجهة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي تقترب من بداية عامها الثاني في غضون الأيام القليلة المقبلة. وأضاف المقال، الذي كتبه الصحفي باتريك وينتور، أنه من المتوقع أن يوجه الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي كلمة للمؤتمر وسط مخاوف من قيام الجانب الروسي بشن هجوم واسع في أوكرانيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وأوضح الكاتب أن المؤتمر، الذي سوف يستمر على مدار ثلاثة أيام، يعقد في ظروف غاية في الدقة والصعوبة إذ تواجه الدول الغربية تحديا غير مسبوق يتمثل في حرب أوكرانيا وما تستتبعه من توفير المساعدات العسكرية اللازمة لأوكرانيا لتعزيز قدراتها على مواجهة الآلة العسكرية الروسية. ويضيف الكاتب أن الدول الغربية تواجه حاليا ضغوطا من أجل توفير الذخائر اللازمة للقوات الأوكرانية خاصة في ظل مخاوف تكثيف القوات الروسية هجماتها في المرحلة القادمة من الحرب مع حلول الذكري الأولي للعملية العسكرية في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه يشير المقال إلى أنه من المتوقع أن تشهد فعاليات المؤتمر حضور قرابة 100 رئيس دولة من دول العالم فضلا عن دبلوماسيين وكبار المسؤلين ومن ضمنهم نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس، موضحا أن معظم المشاركين سوف يؤكدون على رغبتهم الأكيدة في مواجهة حرب طويلة المدى في أوكرانيا بينما من المتوقع أن يعرب قليل من المشاركين عن أملهم أن يتم التوصل إلى تسوية سلمية للحرب هناك. ويضيف المقال أنه من المتوقع أن يتناول الرئيس الأوكراني في كلمته للمؤتمر مناشدة الدول الغربية توفير مساعدات عسكرية عاجلة لبلاده من الأسلحة والذخيرة اللازمة للتصدي للقوات الروسية كما أنه من المتوقع أن يبرز الرئيس الأوكراني في كلمته الخطر الذي تمثله الحرب الروسية في أوكرانيا على أمن وسلامة قارة أوروبا بأسرها. ويتناول المقال الموقف الفرنسي في هذا الصدد حيث يشير إلى بيان صادر عن قصر الإليزيه يقول أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سوف يؤكد في كلمته خلال المؤتمر على كيفية تمكين أوكرانيا من الانتصار في الحرب. ويتناول الكاتب الموقف الألماني من الحرب في أوكرانيا موضحا أن المستشار الألماني أولاف شولتز سوف يؤكد في كلمته على التزام بلاده بزيادة ميزانية الدفاع ف يظل الظروف الراهنة التي تمر بها القارة الأوروبية والتحديات التي تواجهها. ويشير المقال في الختام إلى أنه من المتوقع أن يلتقي زعماء دول مجموعة الدول الصناعية السبع على هامش أعمال قمة ميونخ من أجل مناقشة الخطوات التالية فيما يخص الملف الأوكراني.
