طالب زعيم ما يسمي ب"هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، بتقديم مساعدات دولية عاجلة لمساعدة محافظة إدلب شمالي غربي سوريا، بعد الزلزال الذي أودى بحياة الآلاف ودمر آخر منطقة تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة. وقال أحمد حسين الشرع، المعروف باسمه الحركي أبو محمد الجولاني، في تصريحات لصحيفة "جارديان" البريطانية: "منذ الساعة الأولى للزلزال، أرسلنا إلى الأممالمتحدة نطلب المساعدة، ولسوء الحظ، لم يصل أي دعم لفرق البحث والإنقاذ، فضلاً عن عدم وجود مساعدات محددة لمكافحة هذه الأزمة". وأضاف أنه "على الأممالمتحدة أن تدرك أنها مطالبة بتقديم المساعدة في الأزمات". وردا على سؤال حول ما إذا كانت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة قبل إعلانها فك إرتباطها بتنظيم القاعدة) لديها القدرة على رعاية أهالي إدلب، تلك المحافظة التي امتلئت بالنازحين، وكثير منهم نزحوا الآن مرة أخرى بسبب الزلزال، قال الجولاني: "لقد بلغت قدراتنا حدودها، لقد فعلنا كل ما في وسعنا"، على حد تعبيره. وكان متحدث باسم الأممالمتحدة قد صرح، أمس الأحد، بأن هيئة تحرير الشام عرقلت وصول مساعدات تمر عبر الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، بينما طالبت واشنطن الحكومة السورية بمنح وصول فوري لجميع المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام في شمال سوريا. وأشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن جريفيث، بعد زيارته معبر باب الهوى في إدلب، إلى أن الوكالة الأممية "خذلت حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا". وتعرضت أجزاء من تركياوسوريا، يوم الاثنين الماضي، لسلسلة من الزلازل القوية والهزات الارتدادية التي أودت بحياة نحو 35 ألف شخص. وقُتل نحو 3500 شخص في سوريا حتى الآن جراء الزلزال، ووقع العدد الأكبر من هؤلاء الضحايا في شمال غرب البلاد الذي تسيطر هيئة تحرير الشام على معظم أنحائه. يشار إلى أن الولاياتالمتحدة أدرجت اسم أبو محمد الجولاني على قوائم الإرهاب في عام 2013، ورصدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل الوصول إليه.