كشف الدكتور محمد أبو الغار، السياسي المصري وأستاذ طب النساء بجامعة القاهرة، عن وجود «نصب تذكاري» لتخليد ذكرى ضحايا الفيلق المصري؛ التي وثقها في كتابه الصادر مؤخرا عن دار الشروق؛ «الفيلق المصري - قصة اختطاف نصف مليون مواطن مصري». وأضاف خلال لقائه ببرنامج «حديث القاهرة» المذاع عبر شاشة «القاهرة والناس»، مساء الخميس، أن أحد أطباء الإنجليز اكتشف «التراخوما» هي السبب الرئيسي المعدي للإصابة بالعمى في العالم، وقد أصيب بسببها عشرات الآلاف من المصريين؛ أبرزهم طه حسين. وتابع: «تم تخصيص مستشفى لهذا الباحث؛ تحت عنوان معهد الرمد التذكاري، في هذا الوقت كان هناك لجنة إنجليزية مستقلة؛ لا تتبع الحكومة، كانت تبحث عن حقوق ضحايا الحرب من أجل الإمبراطورية، وبالفعل جاءت هذه اللجنة لمصر وبحثت تكريم الضحايا ال50 ألف». وذكر أن الحكومة المصرية آثرت بناء مسجد؛ ولكن اللجنة البريطانية لم توافق؛ نظرًا لأن كثيرا من الضحايا أقباط؛ متابعًا: «وقع الاختيار على إنشاء نصب تذكاري لهم، مع بناء معمل لأبحاث الرمد». وأوضح أنه بالبحث عن موقع النصب التذكاري؛ أدى السبيل إلى مستشفيي: «معهد أبحاث الرمد- الرمد التذكاري»، متابعًا: «طلبت من أحد الأطباء البحث عن النصب في المستشفى، وبالفعل وجده في مستشفى الرمد التذكاري، ولا أحد يعلم عنه شيء، لأنه خلف باب مغلق منذ عام 1930 ويمر أمامه آلاف المرضى والأطباء دون الاتفات له». «الفيلق المصري»، كتاب يحكي عن حادثة خطيرة في تاريخ مصر الحديث، لم تذكر في كُتب التاريخ المدرسية، ولم يصدر عنها كتاب يؤرخ لها بالرغم من تأثيرها العميق على مصر. طلبت بريطانيا من الحكومة المصرية -في أثناء الحرب العالمية الأولى- إصدار أوامرها إلى مأموري المراكز والعمد بالقبض على شباب الفلاحين، وربطهم بالحبال وترحيلهم مع الجيش البريطاني إلى سيناء وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وغرب تركيا وجزر اليونان وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا؛ ليقوموا بأعمال شاقة مثل بناء خط سكة حديد وتحميل وتفريغ السفن، وبالفعل تم ترحيل ما يقدر بحوالي 530 ألف فلاح حين كان تعداد مصر 12 مليون نسمة، وقٌتل منهم حوالي 50 ألف فلاح أي 10 % من فلاحي مصر. محمد أبو الغار؛ أستاذ بكلية طب قصر العيني، حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الطب، وله كتب وأبحاث هامَّة منشورة في كبرى المجلات العلمية في الطب. وهو أول من أدخل علم الأجنَّة وتكنولوجيا أطفال الأنابيب في مصر. وله عدد من الكتب في مجال الثقافة والفن والتاريخ، بالإضافة إلى مئات المقالات في الصحف والمجلات.