خلف الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، مئات القتلى والجرحى، وتدمير البنايات والمرافق الخدمية، وطال الدمار عددا من المباني الأثرية التي حكت على مر التاريخ هوية مدن تركية وسورية عريقة. وتستعرض جريدة "الشروق"، قصص المباني التي طالها التدمير جراء الزلزال. قلعة غازي عنتاب يعود تاريخ القلعة للقرن ال16 قبل الميلاد، إذ اتخذها الحيثيون نقطة مراقبة لهم، بهضبة مرتفعة على مجمع نهر الفرات بأحد روافده. واتخذ الرومان بالقرن الثاني الميلادي، القلعة مركزا للشرطة قبل أن تصبح حصنا متكاملا في عهد الإمبراطور البيزنطي جستينيان الأول. وشهدت القلعة، تعاقب الكثير من القوات المختلفة؛ لذلك تنوعت أسماؤها بين قلعة الذهب، وقلعة الروم، وقلعة المسلمين، وأخيرا قلعة غازي عنتاب. وتشبه في تصميمها قلعة حلب السورية التي لا تبعد كثيرا عنها، إذ يحيط بالقلعة خندق بعمق 10 أمتار و12 برجا، بينما كان حولها بالماضي 26 برجا دفاعيا. ويبلغ قطر القلعة 100 متر، ويحيط بها فناء بمساحة 1200 متر، بينما يبلغ ارتفاعها 30 مترا. واتخذت القلعة، دورها بعهد المماليك؛ لصد الحملات الصليبية، بينما كان للقلعة دور بصد القوات الفرنسية عقب سقوط الدولة العثمانية بالحرب العالمية الأولى. قلعة حلب ظهرت قلعة حلب، مبكرا إذ يعتقد بدء استخدام التل الذي بنيت عليه للحراسة منذ عام 3000 قبل الميلاد؛ ليتعاقب الحيثيون والآشوريون والسلوقيون والرومان والفرس والبيزنطيون على حكم القلعة. وتعرضت القلعة، لزلزال بعهد صدر الإسلام عقب الفتح الإسلامي، ولم تشهد ترميما لعدم وجود خطورة بالمنطقة من حولها. وعكف الزنكيون، إبان تصديهم للصليبيين على تطوير القلعة وتحويل كنيستين بيزنطيتين بها لمسجدين هما مسجد إبراهيم والمسجد الكبير على الجانبي الشمالي والجنوبي. والقلعة على ارتفاع 50 مترا، ويبلغ طولها 280 مترا وعرضها 160 مترا يحيطها خندق بعمق 12 مترا، يتم استخدام جسر مقنطر لاجتيازه، ويحوي الجسر 6 منعطفات تكفي إعاقة من يدخل للقلعة حتى يتصدى الرماة للمهاجمين من أبراج القلعة. وتضم القلعة، قاعة للعرش على المدخل مزينة ب10 نوافذ ونافورة، وتضم قصرا أيوبيا وقصرا مملوكيا وحماما وطاحونة هواء، وتعادل مدينة مصغرة. وتعرضت القلعة، طوال تاريخها لزلزالين أحدهما بعصر صدر الإسلام وآخر بالعصر العثماني عام 1822، وتعرضت للتخريب من المغوليين هولاكو وتيمور لنك. وتمتاز بقدرتها على الصمود؛ لاكتفائها بالمياه عبر آبار يصل عمقها 125 مترا وبسراديب تصل بين القلعة ومدينة حلب. جامع يني التركي يطلق عليه جامع "والدة السلطان" بمنطقة القرن الذهبي على الجزء الأوروبي من اسطنبول واستغرق بناؤه 65 عاما. وقررت بناء المسجد الملكة صوفيا والدة السلطان محمد الثالث، ووافق اختيارها رغبة السلطان مراد الثالث؛ لتهجير التجار اليهود عن المنطقة. وسبب بناء الجامع غضب الجنود الانكشارية الذين احتجوا وأعاقوا استمرار عملية البناء، وخلال فترة البناء أعدم المهندس المشرف على المسجد. وتعرض المسجد لحريق دمره بالكامل عام 1660، ولكن استئنف العمل بالمسجد؛ ليفتتح بعد الحريق ب6 سنوات. ويمتاز المسجد بصحن كبير يتبعه صحنا أصغر يضمان 64 قبة تعلوها قبة ضخمة بارتفاع 34 مترا، ويحوي مئذنتين وتتوسط الصحن الرئيس نافورة للوضوء. وتتنوع ألوان أرضية المسجد بين الأبيض والأزرق والأخضر، وتزين جدران المسجد لوحات مكتوبة بالخط العربي. وشهد المسجد آخر عمليات الترميم يناير الماضي،وافتتح بعد عدة سنوات من الإصلاحات.