توقعت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن الضابط المتهم بتعذيب الدكتور طه عبد التواب «طبيب الفيوم» فى طريقه للإفلات من العقاب، على حد تعبير البيان الصادر عن الشبكة أمس. ودعت الشبكة لتشكيل جبهة مشتركة من المحامين والباحثين للدفاع عن الطبيب الذى اتهم أحد الضباط بتعذيبه وتجريده من ملابسه عقابا له على مشاركته فى حملة دعم البرادعى. وقال البيان «إن هناك مؤشرات قوية على هذا التوقع، نتيجة استخدام عصا موسى، لصرف انتباه الرأى العام عن هذا النوع من القضايا والمط والتطويل الذى تلجأ إليه الداخلية، فضلا عن بطء النيابة العامة فى التحرك والتحقيق فى هذا النوع من القضايا، بحيث يمكن أن يظل التحقيق مفتوحا لشهور أو سنوات». ودللت الشبكة فى بيانها على عدد من المؤشرات التى أثارت قلقها مثل نفى وزارة الداخلية منذ البداية لوجود أى استدعاء أو تعذيب للدكتور طه عبدالتواب، ثم اعترافها باستدعاء الطبيب إلى أمن الدولة بغرض «توجيه النصح»، ثم زعمت انتماءه للإخوان المسلمين، وهو ما اعتبرته الشبكة حيلة «لإثناء المطالبين بالعدالة عن الاستمرار فى مطالبهم وكأن التعذيب حلال وجائز ضد أعضاء جماعة الإخوان»، على حسب تعبير البيان. كما قالت الشبكة إن نقل الملف لمكتب النائب العام بالقاهرة لم يتعد كونه مجرد تصريحات صحفية، بالإضافة إلى زعمها أن التحقيق مع الضابط المتهم فى الواقعة تم عقب صرف المتضامنين مع الطبيب من النيابة يوم السبت الماضى، بعد إبلاغهم بأن الضابط لم يحضر فى هذا اليوم، ثم تم التحقيق معه فى الحادية عشرة ليلا. وفى سياق متصل حصلت «الشروق» على نص تقرير الطبيب الشرعى بشأن واقعة ادعاء اعتداء مقدم بمباحث أمن الدولة بالفيوم على الطبيب، وأكد التقرير عدم وجود آثار للضرب والاعتداء على جسم الطبيب، وعدم وجود سحجات أو كدمات بجسده. وقال التقرير الطبى الذى أعده الدكتور إبراهيم موريس، رئيس قسم الباطنة بمستشفى سنورس العام، عما إذا كان الطبيب مضربا عن الطعام من عدمه بناء على تكليف النيابة العامة، أن الحالة الصحية لطه عبدالتواب، متوسطة وطبيعية، وأنه من المحتمل أنه يأكل ويشرب فى الخفاء، مشيرا إلى أن المذكور لو كان مضربا حقيقيا لتوفى فى اليوم السابع مؤكدا أن الإنسان الطبيعى، لو امتنع عن الشراب يومين متواصلين يكون مصيره الوفاة. من ناحية أخرى قال الضابط فى أقواله أمام نيابة الفيوم، إن الطبيب استدعى أكثر من مرة لجهاز لمباحث أمن الدولة لنصحه بالحد من مهاجمة الحكومة فى خطبه على منابر المساجد، مضيفا أن الطبيب تعمد خلال الأيام الماضية إثارة قضايا سلفية تثير الرأى العام مستغلا تأثيره على المواطنين، وأكد أن القبض على الطبيب كان بناء على تحريات أمنية ومتابعة دقيقة لنشاطه خلال الفترة الأخيرة. وأشار إلى واقعة القبض على 25 إخوانيا فى منزل الطبيب المذكور كانوا مجتمعين للتخطيط لتنظيم وقفات احتجاجية لجماعة الإخوان المسلمين بالفيوم، وأنه ألقى القبض عليهم وأحيلوا لنيابة أمن الدولة العليا وتمت محاكمتهم. وكانت «الشروق» نشرت الأسبوع الماضى تعرض الدكتور طه عبد التواب للتعذيب عقب استدعائه بمباحث أمن الدولة بالفيوم فى 7 مارس الماضى وتجريده من ملابسه وتعرضه للضرب المبرح، على حد وصف مركز النديم لعلاج وتأهيل ضحايا العنف، ثم نقل فى اليوم التالى إلى مستشفى سنورس العام فى حالة إعياء شديد ودخل بعدها فى إضراب عن الطعام استمر لمدة 4 أيام.