عبر أهالي تجمعات منطقة الغراء بمركز الشيخ زويد في شمال سيناء عن فرحتهم بما تحقق من إنجازات خلال عام من عودتهم إلى مناطقهم التي رحلوا عنها منذ 2016 وعادوا إليها قبل عام؛ ليجدوا آثار الجفاف والتدهور إثر الحرب على الإرهاب. وأعلن الأهالي أنهم يحتفلون بمرور عام على زوال خطر الإرهاب من مناطقهم وتطهيرها، وعودتهم إليها بإنجازات تحققت ساعدتهم فيها الدولة والجهات المجتمعية بتوفير جانب من البنية التحتية، وأنهم يواصلون جهودهم في استصلاح الأراضي والتوسع في المساحات الخضراء. وبعث الأهالي بهذه المناسبة رسالة شكر وتقدير لرئيس الجمهورية، وللقوات المسلحة والشرطة المدنية، وكل الجهات التنفيذية بمحافظة شمال سيناء. وقال الحاج حسين أبو عيطة، أحد الرموز المجتمعية بتجمع أبو يوسف أحد تجمعات الغراء، إنه كان آخر من غادر التجمعات وقت الأزمة وأول من عاد إليها فور تطهيرها من الإرهاب ومخلفاته. وأشار إلى تحقيق العديد من الإنجازات بداية من المسجد إلى ترميم المنازل للإقامة بها وصولا إلى إعادة تأهيل الأراضي الزراعية، وآبار المياه وباقي الخدمات ومرافق التنمية للعمل، وذلك بخلاف إنشاء شبكات الكهرباء والمياه ومد شبكات التليفونات وغيرها. من جانبه أوضح عبد الرحمن يوسف أحد الرموز الشبابية بالمنطقة، أن أهم ما تم إنجازه خلال عام "ترميم المنازل، ومسجد وديوان بتجمع أبو يوسف بالغراء، و4 مساجد بتجمعات الغراء "مسجد أبو يوسف، مسجد الذيابي، مسجد أبو معالي، ومسجد الكراشين"، وتم تسمية المسجد بتجمع أبو يوسف باسم الشهيد عميد أركان حرب خالد علاء العريان، الذي استشهد في هذه القرية بتاريخ 30 مايو من عام 2021". وتابع أنه تم استصلاح مساحة أكثر من 500 فدان زراعي، وانشاء آبار للري وعمل شبكات زراعية، وزراعة أكثر من مائة فدان بأشجار الزيتون، مؤكدًا أنه يتم حاليا تجهيز وزراعة الخضروات الموسمية والتي منها "البامية - الكنتلوب - البطاطس- والطماطم"؛ لسد احتياجات الأهالي بالمنطقة، فضلًا عن صيانة 4 آبار كانت معطلة بسبب العبث بها في فترة الإرهاب. كما تم حفر 10 آبار جديدة للري الزراعي وإعادة تشغيل 6 آبار كانت معطلة، واستصلاح الطرق وفتحها بالتجمعات كاملة بواسطة مجلس مدينة الشيخ زويد، بالإضافة لتركيب 3 محطات تحلية مياه الآبار المالحة وتحويلها لمياه عذبة صالحة للشرب تكفى التجمعات بالكامل بسعة 50 مترًا مكعبًا / اليوم للمحطة الواحدة بجهود مجتمعية. فيما تم إنارة التجمعات بالأعمدة وكشافات من خلال مجلس مدينة الشيخ زويد، وإدخال 7 محولات كهرباء للتجمعات، وتركيب شبكة التليفونات الأرضية للتجمعات، وجارٍ العمل على تشغيلها خلال الشهر القادم، وتقام حاليا حلقات تعليمية وتثقيفية للأطفال لتعليمهم مبادئ القراءة والكتابة والحساب وزرع الحس الوطني والديني فيهم. وأضاف أنه في مجال الأنشطة التي قدمتها الشباب والرياضة للمنطقة تم تنفيذ عدد من القوافل الرياضية لإدخال البهجة والسعادة على الشباب، حيث تضمنت أنشطة متنوعة للشباب والأطفال، وتقديم هدايا وتوفير أدوات رياضية. ولفت إلى أن الأهالي جهزوا مساحة أرضية، وتم التقدم بطلب لتحويلها لملعب رياضي وإقامة منشآت رياضية ومركز شباب عليها. فيما تابع حسين كويس من تجمع أبو معالى بالغراء، أنهم بعد عودتهم لمناطقهم انطلقوا في عملية الزراعة وتعمير الأرض، وحاليا يزرعون كل المحاصيل، فضلًا عن سعيهم في تعمير مناطقهم، لافتا إلى أنه يتم تنفيذ أنشطة متنوعة بالقرية، ومنها "الزراعة ومزارع تربية الدواجن، والأغنام". وشدد مسعد أبو كريشان من شباب منطقة الغراء بتجمع الكراشين، على اعتزازهم وفخرهم بمجهودات الدولة وما تقدمه لهم، وتضافر أهالي المنطقة، مشيرا إلى أن الأسر استقرت في أماكنها، لافتًا إلى أن الدولة وفرت لمنطقتهم بئر مياه جوفي لخدمة المزارعين إلى جانب مشروعات متنوعة وفرها الهلال الأحمر لدعم الشباب ومساعدتهم في زراعة أرضهم. وبدوره أشار الدكتور عبد الكريم الشاعر مسؤول التدريب وخدمة المجتمع بجامعة العريش، إلى أن لرجال المجتمع المدني دورًا مهمًا في مساندة أهالي تجمعات الغراء، لافتا إلى تنفيذ فعاليات مجتمعية "اتحضر للأخضر، وإطلاق إشارة بدء زراعة حديقة الأبطال بجوار مسجد الشهيد خالد العريان تماشيا مع رؤية الدولة وتوجهها نحو البيئة النظيفة، وإطلاق مبادرة الاستفادة من البيئة المحلية وتوظيفها في السياحة العلاجية والزراعية، والسعي لعمل برامج توعوية تستهدف إبراز مواهب الأطفال". وأضاف إسلام عروج أحد ممثلي المجتمع المدني، أن الغراء كانت أول مكان يعود إلى أهله، حيث تضامن رجال الأعمال مع القوات المسلحة والشباب، ومنظمات المجتمع المدني من أجل أن تصبح الغراء نموذجا للتنمية يحتذى به من خلال ترميم منازل تجمع أبو يوسف، معربًا عن أمله أن يكون المكان واجهة نموذجية تستحق أن يطلع على تجربتها الجميع في سيناء، وأن تتكرر في كل قرى المحافظة. ويرى مصطفى أبو عيطة، أحد الشباب، أن أهم الاحتياجات العاجلة والضرورية لأهالي تجمعات قرية الغراء، هي "إنشاء المدرسة التي كانت موجودة بها وأصبحت بحاجة لإنشاء جديد ، مساعدة أهالي القرية بإنشاء 5 آبار مياه للتوسع في الرقعة الزراعية، حيث إن الزراعة هي المهنة الوحيدة لشباب ورجال القرية في الوقت الحالي، توفير 5 صوب زراعية لزراعة المحاصيل الشتوية وعمل اكتفاء ذاتي للمواطنين (تكلفة الصوبة حوالى 150 ألف جنيه)، وإنشاء مبنى صغير لتعليم الأطفال وإقامة الأنشطة والمسابقات لهم به وذلك لعدم وجود مكان لمثل هذه المسابقات، وإنشاء 5 خزانات خرسانية لتجميع مياه الأمطار بها (تكلفة الخزان الواحد عشرة آلاف جنيه)، إضافة إلى ضرورة الانتهاء من تخصيص مركز شباب وملعب رياضي، وبناء المعهد الأزهري، حيث تبرع الأهالي بالأراضي اللازمة للبناء عليها لهذه المنشآت.