نجح أهالى منطقة الغراء مركز الشيخ زويد لمحافظة شمال سيناء، في التوسع فى المساحات الخضراء وزيادة الرقعة الزراعية خلال عام واحد. ويعيش أهالى منطقة تجمعات الغراء التابعة لمركز الشيخ زويد بشمال سيناء هذه الأيام فرحة العودة، ويفخرون بالقوات المسلحة والشرطة وجميع أجهزة الدولة بما تحقق من إنجازات خلال عام تفوق الخيال وتتحدى الزمن فى الإسراع بالتنمية والتعمير على تلك الأرض الطيبة. وأعلن الأهالى أنهم يحتفلون بمرور عام على زوال خطر الإرهاب من مناطقهم وتطهيرها وعودتهم إليها بإنجازات تحققت ساعدتهم فيها الدولة والجهات المجتمعية بتوفير جانب من البنية التحتية، وأنهم يواصلون جهودهم فى استصلاح الأراضى والتوسع فى المساحات الخضراء. وبعث الأهالى بهذه المناسبة برسالة شكر وتقدير لرئيس الجمهورية وللقوات المسلحة والشرطة المدنية، وجميع الجهات التنفيذية بمحافظة شمال سيناء. استصلاح 500 فدان فى البداية، يؤكد حسين أبو عيطة، أحد الرموز المجتمعية بتجمع أبو يوسف، أحد تجمعات الغراء، أنه كان آخر من غادر التجمعات وقت الأزمة وأول من عاد إليها فور تطهيرها من الإرهاب ومخلفاته. وقال إنه تم تحقيق العديد من الإنجازات بداية من المسجد إلى ترميم المنازل للإقامة بها وصولا إلى إعادة تأهيل الأراضى الزراعية وآبار المياه وباقى الخدمات ومرافق التنمية للعمل، وذلك بخلاف إنشاء شبكات الكهرباء والمياه ومد شبكات التليفونات وغيرها. فيما أوضح عبد الرحمن يوسف، أحد الرموز الشبابية بالمنطقة، أن أهم ما تم إنجازه خلال عام هو ترميم المنازل كاملة ومسجد وديوان بتجمع أبو يوسف بالغراء، وترميم 4 مساجد بتجمعات الغراء (مسجد أبو يوسف، ومسجد الذيابى، ومسجد أبو معالى، ومسجد الكراشين)، وتمت تسمية المسجد باسم الشهيد عميد أركان حرب خالد علاء العريان الذى استشهد على تراب هذه القرية بتاريخ 30 مايو من عام 2021، واستصلاح مساحة أكثر من 500 فدان زراعي، وإنشاء آبار للرى وعمل شبكات زراعية وزراعة أكثر من مائة فدان بأشجار الزيتون (16 ألف شجرة زيتون).
وقال إنه حاليا يتم تجهيز وزراعة الخضراوات الموسمية مثل "البامية - الكنتالوب - البطاطس - الطماطم" لسد احتياجات الأهالى بالمنطقة، وصيانة 4 آبار كانت معطلة بسبب العبث بها فى فترة الإرهاب، وحفر 10 آبار جديدة للرى الزراعى، وإعادة تشغيل 6 آبار كانت معطلة، واستصلاح الطرق وفتحها بالتجمعات كاملة بواسطة مجلس مدينة الشيخ زويد، وتركيب 3 محطات تحلية مياه الآبار المالحة وتحويلها لمياه عذبة صالحة للشرب الآدمى تكفى التجمعات بالكامل سعة 50 مترا مكعبا / اليوم للمحطة الواحدة بجهود مجتمعية، وإنارة التجمعات بأعمدة إنارة وكشافات من خلال مجلس مدينة الشيخ زويد، وإدخال 7 محولات كهرباء للتجمعات وتم تركيبها عن طريق شركة الكهرباء، وتركيب شبكة التليفونات الأرضية للتجمعات وجارٍ العمل على تشغيلها خلال الشهر القادم، وتقام حاليا حلقات تعليمية وتثقيفية للأطفال لتعليمهم مبادئ القراءة والكتابة والحساب وزرع الحس الوطنى والدينى لديهم.
القوافل الرياضية وأضاف أنه فى مجال الأنشطة التى قدمتها الشباب والرياضة للمنطقة، تم تنفيذ عدد من القوافل الرياضية لإسعاد الشباب تضمنت أنشطة متنوعة للشباب والأطفال، وتقديم هدايا وتوفير أدوات رياضية، لافتا إلى أن الأهالى جهزوا مساحة أرضية وتم التقدم بطلب لتحويلها لملعب رياضى وإقامة منشآت رياضية ومركز شباب عليها. فيما قال حسين كويس، من تجمع أبو معالى بالغراء، إنهم بعد عودتهم لمناطقهم انطلقوا فى عملية الزراعة وتعمير الأرض، وحاليا يزرعون جميع المحاصيل الناجحة زراعتها، وهم يواصلون تعمير مناطقهم، لافتا إلى أن بالقرية أنشطة منوعة، وهى الزراعة ومزارع تربية الدواجن، فضلا عن أنشطة الأسر فى تربية الأغنام. وأكد مسعد أبو كريشان، من شباب منطقة الغراء بتجمع الكراشين، اعتزازهم وفخرهم بمجهودات الدولة وما تقدمه لهم، وتضافر أهالى المنطقة، مشيرا الى أن الأسر استقرت فى أماكنها، لافتا إلى أن الدولة وفرت لمنطقتهم بئر مياه جوفية لخدمة المزارعين إلى جانب مشروعات منوعة وفرها الهلال الأحمر لدعم الشباب ومساعدتهم فى زراعة أرضهم، وهذا ساعد فى زيادة المساحات الخضراء، وتنافس الجميع فى الإسراع بزراعة الأرض. اتحضر للأخضر بدوره، أكد الدكتور عبد الكريم الشاعر، مسئول التدريب وخدمة المجتمع بجامعة العريش، أن لرجال المجتمع المدنى دور مهم فى مساندة أهالى تجمعات الغراء، لافتا إلى تنفيذ فعاليات مجتمعية، من بينها "اتحضر للأخضر"، وإطلاق إشارة بدء زراعة حديقة الأبطال بجوار مسجد الشهيد خالد العريان تماشيا مع رؤية الدولة وتوجهها نحو البيئة النظيفة، وإطلاق مبادرة الاستفادة من البيئة المحلية وتوظيفها فى السياحة العلاجية والزراعية، والسعى لعمل برامج توعوية تستهدف إبراز مواهب الأطفال. وقال إسلام عروج، أحد ممثلى المجتمع المدنى، إن الغراء كانت أول مكان يعود إلى أهله، حيث تضامن رجال الأعمال مع قواتنا المسلحة والشباب ومنظمات المجتمع المدنى من أجل أن تصبح الغراء نموذجا للتنمية يحتذى به، من خلال ترميم منازل تجمع أبو يوسف، معربا عن أمله أن يكون المكان واجهة نموذجية تستحق أن يطلع على تجربتها الجميع فى سيناء، وأن تتكرر فى كل قرى المحافظة. وأشار إلى أن ما يقوم به المسئولون دليل وتطبيق عملى لتوجهات الدولة فى تحقيق التنمية الحقيقية على أرض سيناء. ويرى مصطفى أبو عيطة، أحد الشباب، أن أهم الاحتياجات العاجلة والضرورية لأهالى تجمعات قرية الغراء هى إنشاء المدرسة التى كانت موجودة بها وأصبحت بحاجة لإنشاء جديد، ومساعدة أهالى القرية بإنشاء 5 آبار مياه للتوسع فى الرقعة الزراعية، حيث إن الزراعة هى المهنة الوحيدة لشباب ورجال القرية فى الوقت الحالى (تكلفة إنشاء وتشغيل البئر الواحد حوالى 60 ألف جنيه)، وتوفير 5 صوب زراعية لزراعة المحاصيل الشتوية وعمل اكتفاء ذاتى للمواطنين (تكلفة الصوبة حوالى 150 ألف جنيه)، وإنشاء مبنى صغير لتعليم الأطفال وإقامة الأنشطة والمسابقات لهم به، وذلك لعدم وجود مكان لمثل هذه المسابقات، وإنشاء 5 خزانات خرسانية لتجميع مياه الأمطار بها (تكلفة الخزان الواحد عشرة آلاف جنيه)، إضافة إلى ضرورة الانتهاء من تخصيص مركز شباب وملعب رياضى وبناء المعهد الأزهرى، حيث قام الأهالى بالتبرع بالأراضى اللازمة للبناء عليها لهذه المنشآت. وأكد الشيخ عبد العاطى كريشان، من مشايخ ورموز منطقة الغراء، أن مسيرة الأهالى وملحمة التعمير متواصلة، وأن لديهم إصرارا على أنه خلال عام قادم ترتفع أعداد أشجار الزيتون التى يزرعونها فى أراضيهم إلى 50 ألف شجرة زيتون، وحفر 50 بئرا للمياه، والتوسع أكثر فى زراعات موسمية وخضراوات وفواكه. وقال إن مساحة تجمعات الغراء تصل لنحو 3500 فدان، والأهالى لديهم رغبة قوية فى إعادة إعمار الأرض بالبناء والزراعة، وتضم القرية عشرة تجمعات (أبو غانم، أبو يوسف، أبو معالى، الكراشين، أبو دهشان، الذيابى، أبو خوار، أبو خويطر، الطبيقى، الملاحيس). وأضاف أنه يوجد ترابط وتلاحم بين أهل القرية، ما يعود على المنطقة بالنفع العام، ونسبة التعليم وخريجى الجامعات عالية بالمنطقة، والمنطقة بها أراضٍ زراعية خصبة تصلح لزراعات الزيتون والخوخ واللوز والخضراوات، ومن أهم مميزات القرية أن المياه الجوفية بها قريبة من سطح الأرض، وبفضل سواعد الشباب المخلصين من أهل القرية سيكون هناك إنتاج من زيت الزيتون الموسم القادم. لتحسين الخدمات.. بدء تنفيذ مشروع تطوير العشوائيات بمحافظة شمال سيناء