على خلفية العمل المسرحى المزدحم، كان زياد يواصل تجاربه الموسيقية مع دائرة مفضلة من الموسيقيين والمطربين، مثل المطرب الراحل جوزيف صقر، الذى شاركه مغامرات المسرح أيضا، وقدم معه ألبوم «بما إنو». والمطربة سلمى صاحبة الألبوم الجميل «مونودوز»، بالإضافة إلى آخرين مثل سامى حواط، الصوت الذى شارك زياد الغناء فى ألبوم «أنا مش كافر»، الصادر نهاية الثمانينيات. التجارب التى كان زياد لا يتوقف عنها أثمرت باقة من الأغنيات التى كان بعضها بمثابة الصدمة للمتلقى العربى التقليدى، على صعيد الكلمة والموقف السياسى والأخلاقى، وفى كل الأحوال كانت تحمل مجهودا جبارا للتطوير والتوغل فى أرض جديدة دائما. أغنية «دورها دور» تمتدح مخدر الحشيش، ويطالب المطرب فيها، سامى حواط، بأن تدور السيجارة حتى ننسى ما يحدث فى لبنان، «ما بدى أصحى». أغنية «just do it» صرخة حسية جريئة بصوت سلمى. أغنية «خلّصت الكبريتة» وصلة من التوبيخ القاسى للزوج الكذاب الحشاش المخادع، بصوت سلمى. أغنية «كل شى بيموت» فى نفس الألبوم، «مونودوز»، دعوة بشعة للاكتئاب وفقدان الأمل نهائيا فى كل شىء، «يا عم ما الشمس بتموت». وتكتمل الصدمة بالتحذير الذى يكتبه زياد على غلاف الألبوم، بعدم الاستماع إلى الأغنية، التى كررها فى نهاية الألبوم بتوزيع آخر، وب«إصرار عجبيب» كما كتب.