قال المهندس رامي الجبالي مؤسس مبادرة "أطفال مفقودة" في تصريحات خاصة ل "الشروق" إن السيدة المصرية رضا التي كان يبحث عنها ابنها الأردني وسام، التقت به في مطار القاهرة، منتصف ليل الخميس، بعد فراق 40 عام، وأنه سيتم نشر فيديو يوثق لحظة اللقاء قريبا. في مشهد يشبه القصص السينمائية، ذهبت السيدة رضا إلى مطار القاهرة مساء يوم الخميس، لرؤية ابنها الذي تركته طفلا في الأردن اعتقادا انه توفي، أخذت تترقبه من بعيد لتنظر كيف أصبح بعد 40 عقدا من الزمن، وكيف ستخبره أنها أنجبت له أخا مصرية خالصا سيصبح أغلى سند. ازدادت خطى وسام سرعة كلما اقترب من صالة الانتظار حتى يرى والدته لأول مرة في حياته، ويتلمسها لحما ودما، ووثقت عدسة "أطفال مفقودة" أول ذكرى لهما بصورة دافئة لوسام يحضن أمه الحاجة رضا في مطار القاهرة. تزوجت السيدة رضا من أردني في عام 1979، لكنه حرمها من رؤية ابنها، بعد خداعها أنه توفي نتيجة مرضه في إحدى مستشفيات الأردن، خشية أن تأخذه للعيش في مصر، بعد نشوب خلافات زوجية بينهما، لتصاب الأم بحالة نفسية صعبة وتعود للعيش في وطنها مصر جاهلة أن لديها إبن لم يزل على قيد الحياة. عاد الإبن وسام للبحث عن والدته، ولكن هذه المرة عبر صفحة "أطفال مفقودة" نافذة المبادرة على فيس بوك، والتي استجابت لطلبه بنشر صورة زفاف والدته حتى يستطيع العثور عليها، بعدما فرق بينهما الأب قبل 40 عام. ولم البث صورة الحاجة رضا خلال زفافها كثيرا، حتى شاهدها العامة وتعرفوا عليها وظهر أنها تسكن في منطقة عزبة النخل في القاهرة، لتكتشف وتُصدم أن طفلها الذي ظنته ميتا في الأردن وفارقته قبل ما يزيد على 40 عاما لا يزال على قيد الحياة! * مصرية أخرى حرمها زوجها الأردني من رؤية أطفالها طيلة 40 عاما! لم تلبث قصة رضا كثيرا حتى ظهرت مأساة جديدة مشابهة لأم مصرية تدعى سوسن حرمها زوجها الأردني في سبعينيات القرن الماضي من رؤية أبنائها الستة! "يا ماما أنا إيناس يارب تفتكريني".. بهذه الكلمات حزينة الرمانة، انتشرت صورة الطفلة إيناس على فيس بوك تبحث عن والدتها سوسن علها تجدها بعد فراق 40 عاما. نشرت إيناس صورتها وهي طفلة عبر صفحة "أطفال مفقودة" التي تنشر حالات الاختفاء في مصر، مناشدة العامة في مساعدتها العثور على والدتها. وكتبت إيناس التي تعيش في الأردن كلمات حزينة نصها: "أنا خلاص معنديش صورتك بابا قطعها زمان يا رب تبقي فاكراني.. نفسي تكوني عايشه أنا و اخواتي بندور عليكي ومش عارفين نعمل إيه عشان نوصلك دي صورتي وأنا صغيره يا رب تفتكريني". كانت السيدة سوسن تعمل ممرضة في مستشفي قصر العيني في أوائل السبعينات حيث جمعها القدر بشخص أردني يدعى علي محمد يونس، كان يتلقى العلاج، فتزوجا وسافرا الأردن في عام 1973. سافرت السيدة المصرية مع زوجها إلى الأردني وعاشا في جبل الحسين بمنطقة عمان وأنجبت له 6 أبناء، أكبرهم مواليد 1974، بينهم فتاة تدعى هنادي وولد يدعى فادي وهو من مواليد القاهرة أثناء زيارتهم لمصر، وهبة، فيما كانت إيناس أصغرهم. كان القدر يخفي للسيدة سوسن مستقبلا حزينا، حيث حدثت خلافات بينها وبين زوجها لتترك الأردن و تعود إلى مصر في عام 1983، ولم تتوقع بعدها أن ينقطع تواصل الأبناء بها ولم تستطع معرفة أي شيء عنهم. بعد العودة لمصر كانت السنوات أكثر حزنا ومرارة، حيث حاولت السيدة سوسن كثيرا الوصول لأبنائها لكن زوجها الأردني حرمها من رؤيتهم، وانقطعت طرق الاتصال بهم وتغير عنوانهم وبقت الأم طيلة حياتها في مرارة الحزن على فراق أبناءها. على الجانب الآخر في الأردن، لم يتمكن الأبناء من معرفة أي معلومات عن أمهم سوى اسمها، ولم يملكوا أي صورة لها، بعدما تخلص والدهم الأردني من كل صورها وأوراقها غير صورة واحدة لابنتها الصغرى إيناس، إلى أن فكرت إيناس في نشر صورتها وهي طفلة وكتبت فوقها "أنا إيناس يا ماما يارب تفتكريني". هنا حدثت المعجزة، حيث رأي شقيق الأم سوسن الصورة ولفت انتباهه الشبه الكبير الذي جمعه مع إيناس عندما كان صغيرا، ليكتشف أن المنشور والصورة تعودان لابنة شقيقه سوسن التي تبحث عن والدتها منذ 40 عاما. صباح يوم الخميس، أبلغت الصفحة إيناس بالعثور علي والدتها، بعد أقل من 24 ساعة من نشر الصورة، وتم التواصل بينهما لأول مرة منذ 40 عاما، وفي انتظار أن يأتي أبناؤها لمصر لمقابلتها، بحسب المهندس رامي الجبالي مؤسس مبادرة أطفال مفقودة.