أعربت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك عن قلقها إزاء الانفجار الصاروخي الذي أسفر عن مقتل شخصين في بولندا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. وكتبت بيربوك، على تويتر مساء الثلاثاء: "أفكاري مع بولندا، حليفتنا الوثيقة وجارتنا.. نحن نراقب الوضع عن كثب، ونبقى على اتصال بأصدقائنا البولنديين وحلفائنا في الناتو". فيما صرح رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل بأن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب بولندا. وكتب ميشيل على تويتر أنه على اتصال أيضا بالسلطات البولندية وأعضاء المجلس وحلفاء آخرين. وذكرت دير شبيجل الألمانية، عبر موقعها اليوم، أن الناتو يحقق في التقارير عن هجمات صاروخية روسية محتملة في بولندا. وقال مدير الناتو في بروكسل يوم الثلاثاء: "نحن ندرس هذه التقارير وننسق عن كثب مع حليفتنا بولندا". وفقا لمعلومات من الحلف، يمكن للحكومة في وارسو نظريا الاحتجاج بالمادة 4 من حلف شمال الأطلسي والمطالبة بإجراء نقاش بين الحلفاء الثلاثين. ومع ذلك، لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار بعد، كما قيل في بروكسل، بحسب الصحيفة الألمانية. وأعلن المتحدث باسم الحكومة البولندية، "رفع مستوى استعداد الوحدات العسكرية كافة" بعد الحادث. وأضاف المتحدث أن بولندا تدرس طلب تفعيل المادة 4 من اتفاقية حلف شمال الأطلسي "الناتو" لمناقشة وضعها الأمني. ونقلت صحيفة بيلد الألمانية عن وكالة أسوشيتد برس للأنباء، أن صاروخين روسيين ضربا قرية برزيودو البولندية، اليوم الثلاثاء، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا مما أسفر عن وفاة شخصين. وقال خبير عسكري كبير للصحيفة الألمانية، أنه يجب أن يكون حلف الناتو قد أطلق بالفعل المادة 4. لكن ماذا يعني تفعيل الناتو لتلك المادة؟ في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا فبراير الماضي، تقدّمت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا الأعضاء في الناتو بطلب للدول الأعضاء بالحلف بإطلاق المادة 4. وتنص المادة الرابعة من ميثاق الناتو، على أنه يمكن لأي عضو من الحلف أن يطلب التشاور مع كافة الحلفاء، عند شعوره بتهديد حيال وحدة ترابه أو استقلاله السياسي أو أمنه. وتفعيل البند يعني إجراء مشاورات طارئة بين الدول الأربع، في حال تعرّض أحدها للتهديد. وبحسب ما يشير إليه موقع المنظمة، فإن المشاورات الداخلية التي تتم تحت البند الرابع، قد تقود إلى إجراء على مستوى الأعضاء الثلاثين، وفق يورونيوز. وتُعد هذه الدول جزءاً من "الجناح الشرقي" للحلف إلى جانب سلوفاكيا والمجر ورومانيا. ومنذ 1949، السنة التي شهدت تأسيس الحلف، تم تفعيل البند المذكور 6 مرات، آخرها في 2020 من قبل تركيا، بعدما قتلت قوات موالية للنظام السوري عشرات الجنود الأتراك شمال شرق سوريا. ويختلف البند الرابع عن البند الخامس الذي يشير إلى أن الهجوم على أي عضو في حلف شمال الأطلسي هو هجوم على كل الأعضاء في الحلف. وتمثل المادة الخامسة من اتفاقية حلف الأطلسي (الناتو) الموقعة عام 1949، البند الأساسي للمعاهدة، وجاء فيها: "يتفق الطرفان على أن هجوما مسلحا ضد واحد أو أكثر منهم في أوروبا أو أمريكا الشمالية يجب أن يعتبر هجوما ضد كل الأعضاء ..."، وبينما يكمن هذا الالتزام بالدفاع الجماعي في صميم حلف شمال الأطلسي، يكون الأمر متروكا لتقدير كل دولة عضو لتقرر بالضبط كيف ستساهم. وفي 12 سبتمبر 2001، بعد يوم من الهجوم على مركز التجارة العالمي، استند حلف الناتو إلى المادة 5 لأول مرة في تاريخه حيث ألزم أعضاءه بالوقوف إلى جانب الولاياتالمتحدة في ردها على الهجمات. نفي روسي في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن "مزاعم" وسائل الإعلام البولندية عن سقوط صواريخ روسية في بولندا هي "استفزاز يستهدف تصعيد الموقف". وأضافت الوزارة في بيان "لم نشن أي ضربات على أهداف قريبة من الحدود الأوكرانية البولندية"، مشيرة إلى أن "الحطام الذي تم العثور عليه في مكان الحادث لا علاقة له بالأسلحة الروسية".