تمكن لولا دا سيلفا من حسم معركة انتخابات الرئاسة البرازيلية لصالحه، بفوزه بفارق ضئيل على منافسه الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو. وعاد "دا سيلفا" إلى منصبه الذي غادره في عام 2010، بعد نحو 7 سنوات من العمل، نفذ خلالها عددا كبيرا من البرامج الاجتماعية التي أسهمت إلى حد كبير في التقدم الذي حدث في البرازيل، حسبما جاء في كتاب "رائد النهضة البرازيلية لولا دا سيلفا"، للمؤلف محمد صلاح الدين الذي نشر عن "دار الفاروق" في عام 2012. وعلى جانب السياسة الخارجية، فقد أولى لها "دا سيلفا" اهتماما ملحوظا، وحرص على دعم علاقات بلاده مع الأطراف المختلفة، التي من بينها المنطقة العربية، ممثلة في جامعة الدول العربية. وفي هذا الشأن، يروي عمرو موسى، موقفا مشتركا مع "دا سيلفا"، في الجزء الثاني من مذكراته "كتابيه: سنوات الجامعة العربية" من تحرير الكاتب الصحفي خالد أبو بكر، ومن إصدارات "دار الشروق": قائلا: "شهدت العلاقات بين دول الإقليمين نقلة نوعية عندما دعا الرئيس البرازيلي الأسبق لولا دي سيلفا، إلى عقد القمة الأولى العربية الأمريكيةالجنوبية لتعزيز التعاون بين الجانبين في إطار حوار جنوب- جنوب، والدفع بمسار العلاقات بين الدول العربية ودول أمريكاالجنوبية على مستوياتها المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد تعاونت معه وتفهمت إيجابية مقاصده، وعملت على إقناع الدول العربية بضرورة انتهاز الفرصة؛ إذ شاهدت ترددا (إيه اللي هيودينا هناك؟ إحنا فاضيين!.. إلخ)، الحقيقة أن الجامعة العربية صارت الشريك الفعال للرئيس "لولا" في إنجاح مبادرته". وأضاف: "وانعقدت القمة الأولى بالفعل للدول العربية ودول أمريكاالجنوبية في برازيليا في 11 مايو 2005، التي تبنت (إعلان برازيليا) الذي بلور رؤية مشتركة لتعزيز العلاقات بين دول الإقليمين في مختلف المجالات، ووضع أسسًا لهذا التعاون، كما أقر آليات لمتابعة تنفيذ ما ورد في الإعلان؛ حيث قرر عقد قمة ثانية بعد 3 أعوام، واجتماع لوزراء الخارجية بعد عامين، وعقد اجتماعات استثنائية لوزراء الخارجية كلما كان ذلك ضروريًّا، وعقد اجتماعات لكبار المسئولين بعد 6 أشهر، وكذلك عقد اجتماعات قطاعية على المستوى الوزاري وعلى مستوى كبار المسئولين والخبراء".