قبل ما يقرب من ثلاثة أسابيع من انطلاق بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم، توجهت وزيرة الداخلية الألمانية المختصة أيضا بالشؤون الرياضية، نانسي فيزر، إلى البلد المضيف قطر برفقة وفد من الاتحاد الألماني لكرة القدم بقيادة رئيس الاتحاد بيرند نويندورف. ورافق الوزيرة أيضا عدد من نواب البرلمان الألماني (بوندستاج) على متن طائرتها التي أقلعت من فرانكفورت إلى العاصمة القطريةالدوحة اليوم الاثنين. وكانت وزارة الداخلية الألمانية قد أعلنت أن محور الرحلة سيكون "قضايا حقوق الإنسان التي تتم مناقشتها حول البطولة، مثل حماية الأشخاص المثليين من التمييز والاضطهاد والمسؤولية تجاه العمال المهاجرين الذين بنوا ملاعب البطولة". وعقب وصولها من المقرر أن تجري فيزر محادثات تتعلق بوضع عمال البناء، الذين يفد أغلبهم من جنوب آسيا. وسيُعقد الاجتماع، الذي سيضم ممثلا عن منظمة العمل الدولية، في متحف "بيت بن جلمود"، الذي يستعرض منذ تأسيسه عام 2015 تاريخ العبودية - في قطر وأماكن أخرى. وكان المبنى في السابق منزل تاجر رقيق معروف يحمل نفس الاسم. وتعتزم فيزر غدا الثلاثاء التحدث إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو، ووزير الداخلية القطري الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني وآخرين. وقد سبق الزيارة احتجاج رسمي من الحكومة القطرية على تصريحات فيزر الانتقادية بشأن منح قطر استضافة بطولة كأس العالم، وهو ما أثار شكوك أيضا حول قيام الوزيرة بالزيارة كما هو مخطط. وتواجه قطر انتقادات تتعلق بمعاملة العمال المهاجرين وتجريم المثلية الجنسية، وذلك خلال استعداداتها لاستضافة كأس العالم التي تقام بين 20 نوفمبر و18 ديسمبر المقبلين. وأكدت قطر أنها أجرت إصلاحات في قانون العمل وأنها ترحب بالجميع لحضور البطولة. ورد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على المنتقدين مؤخرا، قائلا إن "حملة غير مسبوقة" توجه للدولة المستضيفة للمونديال، وتحدث عن افتراءات وازدواجية في المعايير. وكانت فيزر قد قالت في تصريحات لقناة "إيه.آر.دي" قبل أيام إن اختيار قطر لاستضافة كأس العالم كان "أمرا صعبا" بالنسبة للحكومة الألمانية التي ترى أن حقوق الإنسان والاستدامة يجب أن تكون ضمن المعايير المهمة لمنح حق الاستضافة. وأبدت قطر يوم الجمعة الماضي "خيبة أمل" و"رفض تام" لتصريحات الوزيرة التي "تتعارض مع الأعراف الدبلوماسية"، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء القطرية (قنا)، وقد سلمت السفير الألماني لديها مذكرة احتجاج. وألغت مفوضة الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان، لويزه أمتسبرج، مشاركتها في الزيارة مع فيزر أمس الأحد قبل وقت قصير من بدء الرحلة بسبب التطورات الأخيرة، لكنها قالت إنها ستقوم بزيارة في وقت لاحق. وانتقد وزير الخارجية الألماني الأسبق زيجمار جابريل "الغطرسة" الألمانية في التعامل مع قطر. وقال السياسي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي في تصريحات لمجلة "شتيرن" الألمانية إنه منزعج "منذ فترة طويلة من الغطرسة"، مدافعا عن انتقاداته الحادة لهذا الأمر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مطلع هذا الأسبوع. وقال جابريل إن ألمانيا استغرقت عقودا لتصبح دولة ليبرالية بعد نظام الحكم النازي بين عامي 1933 و1945 ، وقال: "التقدم لا يأتي بين عشية وضحاها، بل خطوة خطوة"، مضيفا أنه بدلا من الثناء على قطر للإصلاحات، يقوم الألمان بإهانة البلد كل يوم. وقال جابريل لمجلة "شتيرن" إنه ليس غافلا مطلقا عن أن قطر لا تزال بعيدة "عن معاييرنا"، مضيفا :"لكنني أرى أيضا ما يُنجز هناك في السنوات الأخيرة من أجل الأفضل. هذا الأمر مُغفَل تماما في ألمانيا".