رحل عن عالمنا صاحب المسيرة الإبداعية والمكانة المتميزة، الروائي والأديب بهاء طاهر حيث 87 عاما من المحبة والإبداع والرصيد الذي يستند على نقاط للقوة والتمكن التي ميزت أدب بهاء طاهر. الشروق تسلط الضوء خلال هذا التقرير على أهم المؤلفات الأدبية للأديب الراحل بهاء طاهر: ♦«نقطة النور» بهاء طاهر دار الشروق 2022 "رفع سالم إلى جده عينين ملهوفتين فقال الجد بلهجة قاطعة: - لا أحد يفسر حلمك غيرك يا سالم أنا أعرف الآن أن الأفضل ألا أنطق بما لا أعلم لكني أعرف أيضا أنك تستحق النور الذي رأيته في حلمك، المهم يا سالم ألا تخطئ النور عندما يجيء. - لا أفهم يا جدي - ربما نفهم معا يا ولدي، ربما لا يكون الوقت قد فات، اليوم أنا أيضا أريد أن أفهم". بين «سالم» و «لبنى» والجد الباشكاتب يبحث بهاء طاهر بلغته الشفافة وحكيه الانسيابي الجذاب عن "نقطة النور" التي تصدرها دار الشروق ضمن الأعمال الكاملة للكاتب. ♦«واحة الغروب» بهاء طاهر دار الشروق 2008 هذه الرواية حاصلة على الجائزة العالمية للرواية العربية (جائزة البوكر) 2008، وقد طبع منها 3 طبعات خلال سنة . يعود « بهاء طاهر» فى روايته الجديدة والبديعة «واحة الغروب» والتى لاقت نجاحا جماهيريا واستحسانا نقديا كبيرا، إلى نهايات القرن التاسع عشر، وبداية الاحتلال البريطانى لمصر، حيث يُرسل ضابط البوليس المصرى محمود عبدالظاهر، إلى واحة سيوة لشك السلطات فى تعاطفه مع الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغانى وأحمد عرابى، فيصطحب زوجته الأيرلندية «كاثرين» الشغوفة بالآثار، والتى تبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر، لينغمسا فى عالم جديد شديد الثراء والخصوصية يجبرهما وأهل الواحة على مواجهة أنفسهم فى زمن اختلطت فيه الانتهازية والخيانة والرغبة بالحب والبطولة. تعكس أحداث الرواية أيضا مزجا إبداعيا بين الماضى والحاضر والموضوعى والتاريخ والواقع يعبر عن هموم الوطن كما يقدم تجربة العلاقة بين الشرق والغرب على المستويين الإنسانى والحضارى بما فيها من صراع وتوافق. ♦«أبناء رفاعة» بهاء طاهر دار الشروق 2020 ربما يكون أدقّ وصف لهذا الكتاب هو صعود الدولة المدنية وانحسارها، فالجزء الأول منه مكرّس لبيان خُطى التقدم التدريجي لخروج مجتمعنا من ظلام العصور الوسطى إلى أنوار الحداثة والحرية، وحاول الكتاب أن يبين الأدوار التي لعبها المثقفون لإحداث هذه النقلة التاريخية على امتداد قرن ونصف القرن من الزمان تقريبًا. أما الفصول الأخيرة من الكتاب فتعرض خُطى التراجع التدريجي والمنظم لمشروع النهضة ذاك، بغية العودة من جديد إلى المنظومة الفكرية للدولة العثمانية التي يتغزل بها الآن الكثيرون على غير علم، رغم أنها قد أشفت بمصر على الهلاك كما يبيّن هذا الكتاب. «من مقدمة الكتاب » ♦«خالتى صفية والدير» بهاء طاهر دار الشروق 2020 تدور الأحداث حول صفية التي تقع بحب الشاب حربي وتتزوج خاله عسران بعد تأكدها من حبه لأخرى، وبعد تدبير العمدة المكائد بين حربي وعسران، يقتل عسران للدفاع عن نفسه ويحبس حربي، تقرر صفية تربية ابنها حسان ليأخذ بثأر أبيه وقتل حربي بعد خروجه من السجن، ولكن يقع ما لم تخطط له صفية. " رسالة حب عظيم للحياة والناس.. (رواية) بارعة الحُسن في بساطتها وعفويتها وسحرها الذي لا يقاوم، سواء تحدث الكاتب عن الصغار أم الكبار، عن النساء أم الرجال، عن العقلاء أم المجانين.." «د.على الراعى»(المصور) "العالم في هذه الرواية مجموعة من العوالم التي تعيد صياغة بعضها البعض وتستخلص الأسئلة المسيرة من قبل الأجوبة.. والرواية بأكملها سؤال أبدعته كتابة حديثة فاتنة الجمال". «د.غالى شكرى» (الأهرام) "كأنني اكتشفت كنزا... "رواية" تمس شغاف القلب برقتها ونبل أبطالها وتعاطفها البالغ مع الإنسان بوصفه إنسانا.. تمسك بانتباه القارئ من أول لحظة وحتى نهايتها وتتركه هو أكثر حكمة..". «د.جلال أمين» (الأهالى) "هذه الرواية حديقة مليئة بالزهور الطبيعية الحية.. "قرأتها" مرتين وفي كل مرة كنت أجد فيها معاني أخرى جديدة.. وما من فن حقيقي إلا ويعطيك معاني متجددة كلما تأملت فيه". «رجاء النقاش» (المصور). ♦«في مديح الرواية» بهاء طاهر دار الشروق 2018 «هذا الكتاب ليس كتابًا لنقد الرواية، بل هو العكس كما يسجل بأمانة قراءة مادحة لبعض الروايات والروائيين ممن أحببت. ليسوا هم كل من أحببت بالطبع وإلا لاحتاج الأمر كتبًا كثيرة، إنمّا كان للمصادفة وحدها فضل فى تجميع هذه الفصول... فقد يجد القارئ مع ذلك أنها تطرح فى كل فصل من فصولها مسألة أو مسائل تتعلّق بفن الرواية، نابعة من صميم العمل المقروء، لا من نظريات وأفكار مسبقة تزعم ما ينبغى أن يكون عليه الفن الروائى؛ إذ ليست هناك – فى ظنّى – قواعد للرواية سوى أنّها ما يكتبه روائيون موهوبون سواء جاء إبداعهم المدرّب قادر على اكتشاف الرواية الحقيقية من الزائفة.. غير أن كل رواية تحتاج إلى اجتياز اختبارين مهمين؛ الاختبار الأول هو: حكم الجمهور، غير أنّ هذا الحكم قد يصيب وقد يخطئ... أمّا الاختبار الثانى أو الحكم النهائى لا نقض فيه ولا إبرام – بلغة أهل القانون - فهو اختبار الزمن... أقول لنفسى: مازلنا فى مرحلة الاختبار الأول... مكتفيًا بحكمى الخاص على ما أقرأ، وذلك ما أنصح به كل قارئ عاشق للرواية، وإن كنت أعتقد أن القراء يفعلونه دون أن أقوله»! ♦«قالت ضحى» بهاء طاهر دار الشروق 2019 يهدف الكاتب بهاء طاهر من هذة الرواية بيان تأثر ثورة يوليو على المجتمع المصرى أو كيف كان أحوال المصريين فى أعقاب الثورة ومدى نجاحها، وهو إن كان يتحدث عن السياسة، ليس بقالب صرف، بل من خلال شخصيات الرواية وسير أغوار نفوسهم. ونقرأ على غلاف الرواية: مع «بهاء طاهر» نحن مأخوذين بسحر الرواية.. يتسلل بنا الراوي إلى أعماق بعيدة داخل أبطاله وبالتالى داخلنا. «قالت ضحى» وما قالته «ضحى» كان في كل مرحلة مختلفا عما قبلها. فهل تغيرت «ضحى»؟ أو أنها في الأصل هكذا كما يقول «سيد القناوي» الذي خسر ساقه في حرب اليمن؟! هذه الرواية التي تنشرها «دار الشروق» ضمن الأعمال الكاملة للكاتب بهاء طاهر تقف بنا على بعض ما أصاب المصريين بعد ثورة يوليو. ولكن لغتها العذبة والشفافة نقلتها إلى فضاء أوسع كثيرا؛ إلى السؤال عن الإنسان ذاته، نظرته لنفسه، نظرته للآخرين، ونظرة الآخرين له. ♦«شرق النخيل» بهاء طاهر دار الشروق 2008 تناقش الرواية سردا وحواراً قضايا الناس في حس الرواية الاجتماعية، وعلى مقاربة مع الرواية الواقعية في غوصها في مناقشة القضايا المجتمعية والسياسية، اذ تقف شرق النخيل على حدود هذه الصيغة في تناول مجتمع فلاحي الصعيد، وعلى الوصف المجتمعي في تناولها المجتمع المصري عموما بلا تقييد وقائعي تاريخي، لتنحي في بعض مشاهدها نحو الواقعية التسجيلية برصد مباشر أو غير مباشر لوقائع حياتية مفصلية أو يومية اعتيادية. تدرس الرواية جانبا اجتماعيا مهما، وهو علاقة الطلبة الجامعيين بعضهم ببعض، وانعكاس نبض الشارع الجامعي إزاء القضايا العامة، وتشكيل مزاجهم العام بعد هزيمة حزيران، القائم على القلق والحماسة وفقدان التوازن وانعدام الثقة. ونقرأ على غلاف الرواية: "أولاد الحاج صادق يريدون أن يكسرونا كما أرادوا دائما أن يكسرونا، وعمك يعطيهم الفرصة. جربوا ذلك مع جدك من قبل، جربوا أكثر من طريقة، أجروا من يحرق زرعه، لكن من دفعوا له خاف من جدك. التفت سمير إلي وقال: وحتى لو فشل هذا الاعتصام فسيكون غيره غدا أو بعد غد إلى أن يصبح الاعتصام مصر كلها فتزحف للقناة وتعبر . سيحدث هذا صدقني، وسيحدث أكثر. ثم اتجهنا نحو المجموعة الرئيسية التي تحيط بقاعدة التمثال. كانوا يكررون هتافا واحدا منغما « اصحي يا مصر.. اصحي يا مصر».