فى تزامن ذى دلالة مع مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلية انتشارها الكثيف فى مدينة القدسالشرقيةالمحتلة، وتقييدها وصول المقدسيين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة، انطلقت أمس فى جامعات أكثر من أربعين مدينة حول العالم فاعليات «أسبوع نظام الفصل العنصرى الإسرائيلى»، فى محاولة لفضح ممارسات الاحتلال التى لا تقل عن نظام الفصل العنصرى الذى كان سائدا فى جنوب أفريقيا (الأبارتهيد). فاعليات هذا الحدث، الذى يستمر فعليا حتى 7 من الشهر الحالى، تتضمن محاضرات وعروض أفلام، فضلا عن المظاهرات الاحتجاجية على الانتهاكات العنصرية بحق الفلسطينيين. وتسعى فاعليات هذا العام إلى «إحاطة الناس علما بطبيعية إسرائيل كنظام فصل عنصرى، والمساهمة فى المعارضة الدولية لهذا النظام، إضافة إلى حشد الدعم للحملة الداعية إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها»، بحسب الموقع الإلكترونى لهذا الحدث. ولا يهدف هذا الحدث، وفقا للمنظمين، فقط إلى وضع نهاية ل«استعمار الأراضى العربية»، وتمتع «المواطنين الفلسطينيين داخل إسرائيل بالمساواة الكاملة (مع اليهود)»، بل أيضا يهدف إلى «تفكيك جدار الفصل العنصرى (فى الضفة الغربيةالمحتلة)، وعودة اللاجئين الفلسطينيين»، بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى أمس. ويؤكد المنظمون أنهم ليس أعداء لليهود، بل إن بعض المشاركين والقائمين على هذا الحدث هم من اليهود الإسرائيليين، فمن المقرر أن يلقى شير هيفر، الباحث الاقتصادى فى مركز الإعلام البديل بالقدس، سلسلة محاضرات فى جامعة أمستردام بعنوان: «هل يمكن اعتبار سياسات إسرائيل الاقتصادية شكلا من أشكال التمييز العنصرى». وفى جامعات بوسطن بالولايات المتحدة يعرض المخرج وناشط السلام الإسرائيلى شاى بولاك فيلمه الوثائقى «بلعين حبيبتى»، وهو من إنتاج عام 2006 ويدور حول عنف الجيش الإسرائيلى ضد الفلسطينيين. وبلعين هى إحدى مدن الضفة التى يخترقها جدار الفصل العنصرى. ويتحدث البروفيسور الإسرائيلى جيف هالبر، أحد مؤسسى «اللجنة الإسرائيلية ضد هدم المنازل»، فى جامعة جلاسجو بأسكتلندا حول نظام التمييز العنصرى الإسرائيلى من خلال إلقاء الضوء على الحركة الداعية إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارت منها وفرض العقوبات عليها، وفقا للموقع الإلكترونى لصحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس. فى المقابل يحاول عدد من النشطاء الإسرائيليين إفشال فاعليات «أسبوع نظام الفصل العنصرى الإسرائيلى»، بينهم الصحفى بنيامين بوجروند، المهاجر من جنوب أفريقيا، إذ يعتزم التحدث مع الطلاب البريطانيين عما يعتبره فروقا بين إسرائيل وجنوب أفريقيا لا يمكن معها اعتبار إسرائيل دولة فصل عنصرى. ومن عام إلى آخر يحقق «أسبوع نظام الفصل العنصرى فى إسرائيل» نجاحا متصاعدا وتتسع دائرة المدن المشاركة فيه، فقد بدأ فى كندا عام 2005 على يد تجمع الطلاب العرب فى جامعة تورنتو. وتضمنت فاعليات العام الأول، والتى دامت خمسة أيام، محاضرات عن النكبة، والأسرى الفلسطينيين، والعنصرية الإسرائيلية ضد العمال الفلسطينيين، وجدار الفصل العنصرى، بهدف إظهار «التضامن مع الشعب الفلسطينى وغيره من الشعوب المضطهدة». ثم انتشرت فاعليات هذا الأسبوع فى مدينتى مونتريال وأكسفورد أيضا، بالإضافة إلى خمس مدن أخرى فى عام 2007، بينها نيويورك، وفى عام 2008 انضمت 19 مدينة إضافية، وفى العالم التالى أقيمت هذه الفاعليات فى 27 مدينة. وفى هذا العام تقام هذه الفاعليات فى أكثر من أربعين مدينة، منها: القدس، بيت لحم، جنين، غزة، بيروت، كيب تاون، لندن، كينجستون، أوكسفورد، ووترلو، أدنبرة، داندى، جلاسجو، أمستردام، أوتريخت، فانكوفر، نيويورك، شيكاجو، سان فرانسيسكو، سياتل، بوسطن، كونيتيكت، ميلبورن، مونتريال، هاميلتون، تورنتو، أوتاوا، بريتوريا، بوجوتا، كركاس.