«من يريد أن يتفاءل بمستقبل مصر فعليه أن يأتى إلى مكتبة الإسكندرية، التى تعد مؤسسة عريقة على أعلى مستوى، فهى نافذة العالم على مصر ونافذة مصر على العالم». هكذا بدأ حلمى النمنم نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب كلمته، فى افتتاح الدورة الثامنة لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب الخميس الماضى، والذى يحتفى هذا العام بكل من فرنسا وموريتانيا كضيفى شرف. وأعلن النمنم عن صدور 25 عنوانا جديدا، فى الفترة التى تلت معرض القاهرة الدولى للكتاب مباشرة، حيث تم التعجيل بطبعها للمشاركة فى معرض مكتبة الإسكندرية. المعرض الذى تشارك به 94 دار نشر، افتتحه اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية، والدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، بحضور السفير الفرنسى جون فيليكيس باجانون، والسفير الموريتانى محمد ولد الطلبة؛ والدكتور خالد عزب مدير إدارة الإعلام بالمكتبة. اللواء عادل لبيب أعرب عن سعادته بافتتاح الدورة الثامنة للمعرض، وقال إنه يأتى مكملا للنشاط الثقافى الذى تقوم به مكتبة الإسكندرية لخدمة أبناء الإسكندرية فى مجال الثقافة، وأضاف أن الإسكندرية تفخر بوجود المكتبة على أرضها، حيث تعد امتدادا لدور الإسكندرية الثقافى على مر العصور. مشيرا إلى أن المعرض يعتبر إضافة كبيرة للإسكندرية، خاصة أنه يأتى مواكبا لاختيار الإسكندرية كعاصمة للسياحة العربية لعام 2010. بينما رحّب الدكتور إسماعيل سراج الدين بالمشاركين فى المعرض، مؤكدا حرص المكتبة على تقديم كل ما هو جديد فى عالم النشر الورقى والإلكترونى، وتقديم وجبة دسمة من اللقاءات والندوات الثقافية مع مفكرين من مختلف التيارات والاتجاهات الثقافية والفكرية، من أجل فتح بابا للحوار الهادف والبناء لإثراء الحياة الثقافية فى مصر والوطن العربى. وأضاف أن اختيار فرنسا كأحد ضيفى الشرف جاء تقديرا لها بعد إهدائها نصف مليون كتاب لمكتبة الإسكندرية، وهى الكتب التى تعد جزء من الإيداع الرسمى للمكتبة الوطنية الفرنسية، ولفت إلى أن اختيار موريتانيا كدولة عربية وأفريقية للمشاركة فى المعرض هذا العام، جاء بعد أن شهدت الثقافة الموريتانية نموا كبيرا فى الإنتاج الثقافى والمعرفى، وكان لابد من التعريف بها كدولة عربية شقيقة، ونشر ثقافتها وتاريخها بين الشباب، خاصة أن مصر كان لها دور كبير فى الحفاظ على اللغة العربية فى موريتانيا عندما افتتحت أول مكتبة عمومية فى موريتانيا فى عام 1965. وأعرب جون فيليكيس باجانون عن سعادته البالغة لاستضافة فرنسا كضيف شرف المعرض، مؤكدا أن هذا الحدث يعتبر ثمرة التعاون المستمر بين مصر وفرنسا فى جميع المجالات خاصة فى مجال الثقافة. وقال السفير الموريتانى محمد ولد قال إن المعرض يعد مبادرة ضخمة تجمع آفاق ثقافات متنوعة من فرنسا إلى موريتانيا، التى تعتبر بوابة الثقافة العربية والإسلامية فى أفريقيا وجزء من أوروبا. وأضاف أن المعرض يعد امتدادا للتعاون الذى قام به أجدادنا فى موريتانيا ومصر من أجل هدف أسمى هو تطوير الثقافة وحفظ آليات الثقافة العربية. يشارك بالمعرض هذا العام 7 دول عربية بالإضافة إلى مصر، وهى: السعودية، الإمارات، الكويت، سوريا، المغرب، ليبيا، وموريتانيا، كما يقام ضمن فعاليات هذا العام أكثر من 46 حدثا ثقافيا، فيشهد يوم غد الثلاثاء ندوة لمناقشة كتاب «بقلم أنور السادات» يعقبه حفل توقيع بحضور مؤلفى الكتاب د. خالد عزب، وعمرو شلبى، بينما تتم مناقشة وتوقيع كتاب «فتاوى حاخامات، أما يوم الاثنين 8 مارس، فتقام ندوة لمناقشة كتاب «اللاهوت العربى وأصول العنف الدينى» للدكتور يوسف زيدان، ويتحدث فيها د.حسن حنفى، ود.عبدالمعطى بيومى، يعقبها حفل توقيع للكتاب.