استضاف معرض الإسكندرية الدولى الثامن للكتاب ضمن فعالياته الثقافية ندوة لحلمى النمنم؛ نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، مساء أمس الأربعاء للحديث عن دور الهيئة فى نشر الوعى والثقافة وخططها المستقبلية. أدار الندوة حسام عبد القادر، المستشار بإدارة الإعلام فى مكتبة الإسكندرية. وقال النمنم خلال الندوة إن لائحة تأسيس الهيئة تشتمل منذ عام 1970 على ثلاثة أشياء هامة، وهى: النشر، والترجمة، وتحليل التراث، لافتا إلى أن الهيئة تستمر فى تحقيق الدور المنوط بها فى فتح آفاق جديدة للمعرفة والثقافة. وأضاف أن الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤسسة عريقة قد مر بها العديد من العظماء الذين أسهموا بشكل فعّال فى تأسيسها وتعزيز دورها، منوها إلى أن العمل بها يقوم على روح الفريق. وأوضح أن باستطاعة كل فرد أن يضيف جديدًا، وأن الهيئة تتيح المجال للشباب لتقديم إبداعاتهم فى كافة المجالات كى يتم نشرها، مشيرا إلى أنه خلال عام 2009، احتلت النصوص الأدبية التى تكفلت الهيئة بنشرها نسبة 26% من مجموع الإصدارات. وأكد أن معظم الأعمال الأدبية المنشورة خلال تلك الفترة كانت لشعراء وقاصين من الشباب من بينهم الكثير ممن لم يسبق له النشر. وأشار النمنم إلى أن هناك 18% أو أكثر قليلاً من كتب الأطفال التى أصدرتها الهيئة خلال العام الماضى، إلا أن هناك تراجعا فى نسب نشر المعارف الأخرى، وعلى رأسها الإصدارات العلمية. وفى هذا الإطار، شدد النمنم على أهمية نشر الثقافة العلمية قائلا إنه مهموم شخصيا بتلك القضية نظراً لتراجع أهمية العلوم فى المجتمع المصرى، ليحل محلها ثقافة الدجل والشعوذة. مشيرا إلى دور الراحل الدكتور أحمد زكى الذى كان مشغولاً دائمًا بالثقافة العلمية والعمل على توضيحها للجمهور بشكل مبسط من خلال مقالاته فى الصحف التى تبين بشكل بسيط وهادف أهمية هذه الثقافة فى مجتمعاتنا. كما أنه كان هناك عظماء آخرون لعبوا دورًا فعالاً فى هذا الصدد، وقال إن الهيئة المصرية العامة للكتاب يتعين عليها باعتبارها المؤسسة الأولى فى مجال النشر وتقديم الثقافة، إتاحة الفرصة لأجيال جديدة من المفكرين والأدباء والعلماء الشباب. وألمح إلى أن الهيئة تعمل حاليا على إعادة نشر أمهات الكتب والأعمال الكبرى التى لم تعد متوفرة والتى أسهمت فى تشكيل الفكر والثقافة فى مصر والعالم العربى، مثل: "تقويم النيل" لأمين سامى، ومجموعة الكتب الخاصة برفاعة الطهطاوى، وكتاب جاك تاجر "مسلمون وأقباط"، مشيرا إلى أن هناك خطة كاملة لطباعة أكثر من 80 كتابا. كما أن الهيئة التى لعبت دورًا هامًا فى تحقيق كتب التراث العربى تهتم بنشرها، إضافة إلى الاهتمام بالترجمة؛ حيث تنشر الهيئة "سلسلة الجوائز" التى تنشر ترجمات الأعمال الهامة التى نالت جوائز عالمية. وأضاف النمنم أن الكتابة الجيدة هى التى تحوى الجديد والتى يكون بها إبداع، قائلاً "إن مصر ليست بلدًا نفطية، وليس لديها ثروة بترولية، كما أنها ليست دولة صناعية متقدمة ولم تعد بلدًا زراعيا، وبالتالى فإن مصدر قوتها هو ثروتها البشرية من المثقفين والمبدعين والمجددين. وقال النمنم عن مدى إقبال الشباب على إصدارات الهيئة، بأن الأعمال التى تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب يختلف الإقبال عليها وفقا لطبيعة الكتاب ومحتواه، منوها إلى أنه لا يوجد كتاب يخسر، حتى وإن كان الإقبال عليه ضعيفًا فى البداية مضيفا أن دور الهيئة تقديم الكتب القيمة بأسعار زهيدة.