بعد عقود من الحرب الصامتة والممنهجة لشطب الهوية الفلسطينية وإحلال الهوية اليهودية مكانها بالموازاة مع ما يجري على الأرض من تهويد واستيطان وتغيير للمعالم، انتقلت إسرائيل إلى مرحلة جديدة من سرقة التراث الفلسطيني بإعلانها السافر ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم وأسوار القدس القديمة إلى ما يسمى قائمة التراث اليهودي. ورغم أن اليهود - بحسب الروايات التاريخية - يميلون إلى العيش في جيتو وظلوا على الدوام يتأثرون بحضارات البلدان التي يسكنوها ولا يؤثرون فيها، فإن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء الاستيلاء على التراث الفلسطيني إلى طمس الهوية العربية والإسلامية للأرض الفلسطينية وإثبات ما يدعي أنه حق تاريخي لا تسنده في الواقع حقائق علم التاريخ والآثار. ولعل خير دليل على ذلك، وصف سيلفان شالوم النائب الأول لرئيس وزراء إسرائيلي موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس من قرار ضم مسجدي الخليل وبلال للمواقع الأثرية الإسرائيلية بالوقاحة والفضيحة التي تهدف لتشويه التاريخ وقطع الصلة بين الشعب الإسرائيلي وأرضه التي يعود تاريخها إلى ما قبل 3700 عام.