يصدر فى الولاياتالمتحدة الأسبوع القادم، كتاب جديد بعنوان «ابن حماس»، وهو سيرة ذاتية يعرضها الابن الأكبر لأحد قياديى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فى الضفة الغربية الشيخ حسن يوسف، الذى أصبح أحد أبرز عملاء الأمن الإسرائيلى منذ سنوات. كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد فجرت قضية «مصعب حسن يوسف» قبل أيام، وقالت إنه قدم كنزا من المعلومات للإسرائيليين، مما ساهم فى منع الكثير من العمليات الفلسطينية التى تستهدف الإسرائيليين قبل أن يهاجر إلى الولاياتالمتحدة، ويتحول إلى المسيحية، ويصبح اسمه جوزيف. من المنتظر أن يسبب نشر الكتاب معضلة كبيرة لإسرائيل، ففى الوقت الذى سيفضح الكتاب تنظيم حماس، ويعرضه فى صورة التنظيم الهمجى الإرهابى الذى ينفر منه حتى أبناء قادته، فإنه فى الوقت نفسه، سيكشف عن تفاصيل وأساليب عمل أجهزة الأمن الإسرائيلى «الشين بت» و«الشاباك»، وكيف يتم تجنيد كبار عملائهما من الفلسطينيين والعرب. ويذكر ناشر الكتاب (شركة سولت ريفير) على غلافه، أنه «منذ أن كان طفلا صغيرا، كان «مصعب حسن يوسف» يطلع على جماعة حماس الإرهابية. الابن الأكبر للشيخ يوسف حسن، أحد مؤسسى حماس وأكثرهم شعبية. ومنذ صغره، كان مصعب يساعد والده فى الشئون السياسية».. هذه هى بداية الكلمات الموجودة على غلاف الكتاب الذى يتوقع أن يصبح على قائمة أهم الكتب مبيعا بالولاياتالمتحدة عند طرحه فى الأسواق نهاية الأسبوع القادم. ويذكر ناشر الكتاب، الذى جاء فى 288 صفحة، أن مصعب حسن يوسف، وقبل أن يبلغ 21 عاما عايش وشاهد أشياء لا يمكن للعقل أن يصدقها، من فقر مدقع، إساءة استخدام السلطة، تعذيب، وقتل. وسمحت ظروف مصعب العائلية أن يحصل على ثقة كبار قادة منظمة حماس أثناء انتفاضة الأقصى. وألقى القبض على مصعب وسجن عدة مرات داخل السجون الإسرائيلية. وانتهى مصعب إلى اختيارات شديدة الخطورة، وقرر التعاون سرا مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، مما جعله خائنا فى نظر عائلته وأحبائه، إلا أنها جعلته يطلع على موضوعات وتفاصيل شديدة السرية، كانت معروفة فقط لعدد ضئيل من الأشخاص. ويذكر الكتاب الذى أطلعت بعض وسائل الإعلام الأمريكية عليه، أن مصعب كان أحد أهم عملاء إسرائيل منذ أن ألقى القبض عليه وهو فى سن السابعة عشرة. ويؤكد الكتاب أن المعلومات التى تقدم بها مصعب ساهمت فى إنقاذ حياة المئات من المواطنين الإسرائيليين عن طريق إفشال مخططات تفجير وعمليات انتحارية عديدة، كما ساهمت المعلومات التى قدمها إلى إسرائيل فى القبض على العشرات من كوادر حماس. كان الشيخ حسن يوسف قد أصدر بيانا من سجن النقب الإسرائيلى قبل أيام، اعترف فيه ضمنيا بخيانة نجله، لكنه قلل من قيمته المخابراتية، حيث قال إن مصعب «لم يكن فى يوم من الأيام عضوا فاعلا فى صفوف حركة حماس، أو فى أى من أجنحة الحركة العسكرية أو السياسية أو الدعوية أو غيرها». وأضاف البيان أن «علاقته بوالده كانت علاقة عائلية فقط، وأن مصعب منذ عام 1996 وحين كان مصعب يبلغ من العمر 17 عاما تعرض لعملية ابتزاز وضغوط من المخابرات الإسرائيلية، وعندما انكشف أمره منذ ذلك التاريخ تم تحذير أبناء الحركة منه، وكان تحت رقابة والده والحركة». تأتى هذه الأنباء لتمثل هزة ثانية كبيرة لحماس بعد فضيحة اغتيال محمود المبحوح فى أحد فنادق مدينة دبى، التى يعتقد على نطاق كبير ضلوع أحد أعضاء حماس فى تسريب تفاصيل تحركات المبحوح للإسرائيليين.