بعد 4 أشهر من البحث تعاقدت الشركة المنتجة لمسلسل «موعد مع الوحوش» مع الممثلة الشابة فرح يوسف لتلعب دور البطولة أمام الفنان خالد صالح، وكشف المؤلف أيمن عبدالرحمن عن الأسباب الحقيقية وراء التأخر فى اختيار بطلة مسلسله الجديد قائلا: «كنا نريد ممثلة تجمع ملامحها بين البراءة والأنوثة معا لتلعب دور «شامة» حبيبة «طلعت» الذى يجسد شخصيته خالد صالح فى أحداث المسلسل، وكان من الصعب أن نجد ممثلة تحمل الصفتين معا، إلى أن استقر اختيارنا أخيرا على الممثلة فرح يوسف، وذلك قبل تصوير المسلسل بأسبوع واحد، وأعتقد أن فرح ستكون إحدى مفاجآت هذا العمل بعد أن أبهرتنا بأدائها فى أول يوم تصوير». وعن فارق السن الواضح بين خالد وفرح والذى ربما يكون مثار انتقاد للعمل، قال: «لا أخشى أن يواجه المسلسل انتقادا فى هذه الجزئية كما حدث مع مسلسل «بعد الفراق» لأن طبيعة الأحداث هنا مختلفة، وأحب الإشارة هنا إلى أن خالد صالح فى الأربعين من عمره وهذه هى سنه الحقيقية لكن مشكلة خالد أن شكله يوحى بأكبر من عمره قليلا وهو فى هذا العمل يلعب دور طلعت الذى يقترب عمره من نهاية الثلاثينيات وهو متقارب من عمر خالد الحقيقى، وفى المقابل يبلغ عمر فرح يوسف 27 عاما وهو نفس السن التى تظهر به فى العمل ولكننا أمام مشكلة أخرى وهى أن ملامح فرح توحى بسن أصغر من سنها الحقيقية، الأمر الذى يدفع البعض للاعتقاد بأن فارق السن بين الاثنين كبير وهذا غير صحيح! وعما إذا كان العمل مكتوبا خصيصا لخالد صالح قال: «نعم هذه حقيقة، فعندما كان العمل مجرد فكرة صغيرة تراودنى طرحتها على خالد صالح وجدته مرحبا بها فبدأت أكتب السيناريو وفى ذهنى أن «طلعت» هو خالد صالح وهذا أمر لا أجد فيه أى مشكلة على الإطلاق. ونفى أن يكون هناك تدخل من خالد صالح فى اختيار باقى أبطال المسلسل وأضاف: «خالد فنان رائع، فعلى الرغم من أنه بلغة السوق نجم شباك قادر على تسويق العمل فإنه لم يبد أى انزعاج عندما علم أن السيناريو يتطلب وجود نجوم كبيرة، خاصة أن الأحداث تنقسم على جزءيين، الأول تدور أحداثه فى الإسكندرية وبانتقال البطل إلى الصعيد تنتقل الأحداث إلى هناك وعندما قلنا له إنه وقع اختيارنا على الفنان عزت العلايلى وأحمد خليل وسهير المرشدى وأحمد عزمى وطارق عبدالعزيز وسليمان عيد ومفيد عاشور وحجاج عبدالعظيم وآخرين، أبدى خالد سعادته لأنه يؤمن بالمشروع ولا يؤمن بدوره وحده. وعلق أيمن عبدالرحمن على طلب الرقابة تغيير اسم العمل من «وحوش أليفة» إلى «موعد مع الوحوش» بقوله: «هى مشكلة لم تحسم بعد، فالرقابة اعترضت على اسم «وحوش أليفة» لأن هناك فيلما بنفس الاسم وجارٍ حاليا التفاوض معها خاصة أننى أرى أن وحوشا أليفة هو الأنسب للعمل ولكن إذا فشلت المفاوضات فلن أتأثر كثيرا، فعلى الرغم من إيمانى بأهمية الاسم لكن موضوع المسلسل مساحة واسعة لاختيار أسماء أخرى». وقال عن قصة المسلسل: «أصبحنا نعيش مع بعض البشر الذين توحشوا بل وتآلفنا مع وجودهم بيننا دون إدراك أن الخطر يحوم حولنا فى ظل مساندة العديد من الجهات الداخلية والخارجية لهؤلاء الوحوش، وكانت هذه الفكرة هى نقطة انطلاقى للمسلسل الذى يدور حول عائلة نزحت من أقصى صعيد مصر إلى الإسكندرية، ومن بين هذه العائلة «طلعت» الرجل الصعيدى المهمش الذى يعمل بائعا فى أسواق الملابس المستعملة، ومن خلال أحداث المسلسل أرصد رحلة هذا الرجل البسيط فى مواجهة الوحوش. وبسؤاله هل تعرض المسلسل لأى حذف من قبل الرقابة؟ أجاب: رغم أن المسلسل يتعرض لقضايا سياسية عديدة، منها تناول حياة بعض نواب الشعب الفاسدين الذين يستغلون نفوذهم لمصالحهم الشخصية، فإننى لم أواجه أى اعتراضات رقابية، خاصة أن الواقع تغير الآن فى ظل عصر السماوات المفتوحة الذى نعيش فيه وزيادة مساحة الحرية وبالتالى حدث تطور فى أداء الجهات الرقابية. وعن سر ارتباط معظم أن لم يكن كل الأعمال الصعيدية بالإسكندرية قال: لا أعرف إذا كانت جميع الأعمال الصعيدية مرتبطة بالإسكندرية ولكن هذا الربط متعمد فى هذا العمل فأنا أضع فى ذهنى الصورة لأنها أحد أهم عناصر المسلسلات الدرامية، فإذا كان السوريون تفوقوا علينا فى الدراما لأنهم قدموا لنا صورة مختلفة لأماكن طبيعية جميلة وأنا فى هذا المسلسل أؤكد أن مصر تتمتع بأماكن أكثر جمالا، ولكن يبقى أن نستغلها جيدا، وهو ما يحدث فى هذا العمل وهو ما قمت بتقديمه أيضا فى مسلسل «طيارة ورق» ومسلسل «عيون ورماد» إلى جانب أن التناقض الكبير بين العادات والتقاليد بين الصعيد والإسكندرية يعطى للمؤلف مساحة كبيرة للإبداع والانطلاق.