الملك تشارلز الثالث وأفراد العائلة المالكة يتقدمون المشاركين.. وبايدن يجلس فى الصف ال14 خلال القداس الجنائزى بكنيسة وستنمستر الأمير جورج وشقيقته الأميرة شارلوت أصغر الحضور سنا.. وقرينة الملك وكيت ميدلتون يستقلان معا سيارة خلف الجثمان شهدت العاصمة البريطانية لندن، الإثنين، مراسم تشييع جنازة الملكة إليزابيث الثانية، بحضور قادة وملوك وزعماء من جميع أنحاء العالم الذين احتشدوا لوداع الملكة إلى مثواها الأخير وسط إجراءات أمنية مشددة. وقبل الساعة 11 صباحا بقليل، ظهر النعش المصنوع من خشب البلوط والمغطى بالعلم الملكى وفوقه تاج الإمبراطورية على عربة مدفع تحت سماء ملبدة بالغيوم ليتم نقله فى موكب عسكرى إلى كنيسة وستمنستر آبى. وسار نجلها الأكبر ووريثها الملك تشارلز الثالث وكبار أفراد العائلة المالكة وراء النعش وسط أصوات جرس تدق فى الخلفية. وشارك الأمير جورج الصغير، 9 أعوام، والأميرة شارلوت، 7 أعوام، فى جنازة الملكة إليزابيث الثانية جدة والدهما الأمير ويليام، اللذان أصبحا بوفاة الملكة أميرا وأميرة ويلز. وظهر الطفلان وهما يسيران خلف النعش وسط أفراد العائلة المالكة، فى غياب أخيهما لويس الصغير، البالغ من العمر 4 سنوات، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى». واصطف عشرات الآلاف فى الشوارع لمشاهدة مرور نعش الملكة من قاعة وستمنستر التاريخية فى البرلمان إلى كنيسة وستمنستر القريبة، ثم فى النهاية إلى قلعة وندسور حيث تم دفنها إلى جانب زوجها الراحل الأمير فيليب الذى جمعها به رباط الزواج على مدى 73 عاما. ومثلت تلك الجنازة نهاية فترة الحداد فى جميع أنحاء بريطانيا، على الرغم من أن حداد الأسرة المالكة سيستمر لسبعة أيام أخرى. وحضر مراسم الجنازة المهيبة غير المسبوقة عدد كبير من قادة وملوك العالم لتوديع شخصية محبوبة وحدت الأمة خلال فترة حكم استمرت 70 عاما. وداخل الكنيسة قبل تحرك النعش إلى مثواه الأخير، انطلقت الترانيم المعتادة فى كل جنازة رسمية منذ أوائل القرن الثامن عشر. وكان من بين الذين ساروا خلف النعش، الأمير جورج (9 أعوام) ابن الأمير وليام ولى العهد وحفيد الملكة. وحضر المراسم نحو ألفى شخص من بينهم نحو 500 من رؤساء دول العالم ورؤساء الحكومات وأفراد العائلات المالكة الأجنبية وشخصيات بارزة من بينهم الرئيس الأمريكى جو بايدن وقادة فرنساوكندا وأستراليا والصين وباكستان. ووسط الحشود التى توافدت من أنحاء بريطانيا ومن خارجها، تسلق البعض أعمدة الإنارة ووقفوا على الحواجز لإلقاء نظرة على الموكب الملكى. وشاهد ملايين آخرون عبر شاشات التلفزيون فى منازلهم الجنازة، والذى أعلن عطلة رسمية. ولم يسبق بث جنازة لملك بريطانى على التلفزيون من قبل. وقبيل بدء مراسم الجنازة وصل عدد ضخم من الملوك والأمراء والرؤساء بينهم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وزوجته، ورؤساء وزعماء دول الكومنولث. وإضافة إلى الزعماء الأجانب، حضر رؤساء الوزراء البريطانيين السابقين، ورئيسة الوزراء الحالية ليز تراس، وزعيم حزب العمال كير ستارمر. وقدم إمبراطور اليابان ناروهيتو والإمبراطورة ماساكو إلى لندن فى الرحلة الأولى لهما إلى الخارج منذ اعتلائهما العرش عام 2019. وشارك فى الجنازة أمير موناكو ألبير الثانى وزوجته الأميرة شارلين، والملك الهولندى فيليم ألكسندر والملكة ماكسيما والأميرة بياتريكس وملك بلجيكا فيليب وملك النروج هارالد الخامس إضافة إلى ملكة الدنمارك مارجريت الثانية وهى حاليا الملكة الوحيدة الحاكمة فى أوروبا. وحضر أيضا الملك الإسبانى فيليب السادس وكذلك شقيقه الملك السابق خوان كارلوس الأول الذى تنازل عن العرش عام 2014. كما شارك فى الجنازة رئيس المجلس السيادى فى السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وولى عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وكذلك رؤساء الوزراء مصطفى مدبولى، والجزائرى أيمن بن عبدالرحمن، والفلسطينى محمد اشتية، واللبنانى نجيب ميقاتى. وأنشد مشاركون فى القداس الجنائزى الترنيمة التى تم غناؤها وعزفها فى حفل زفاف الملكة فى عام 1947، وتتضمن الترنيمة مزامير من الأنجيل. وخلال القداس الجنائزى بالكنيسة، جلس الملك تشارلز الثالث والملكة القرينة كاميلا فى كراسى نادى كندا المزخرفة فى الجزء الأمامى من كاتدرائية وستمنستر. وفى الصف الأمامى أيضا جلست الاميرة آن، ابنة الملكة الراحلة، وزوجها الادميرال سير تيموثى لورانس، ودورق يور وإيرل وكونتيسة ويسيكس. وعبر الممر، كان يجلس أمير وأميرة ويلز ويليام وكيت، ونجلاهما جورج وتشارلوت وبيتر فيليبس، وزارا وايك تيندال، أحفاد الملكة. فيما جلس الأمير هارى وزوجته ميجان ماركل فى مقعديهما بالكنيسة فى الصف الثانى مباشرة خلف الملك وعقيلته. وكان من اللافت جلوس الرئيس الأمريكى جو بايدن وزوجته جيل فى مقاعد خلفية، فى الصف ال14، خلف أندريه دودا، رئيس بولندا. وكان أمامه مباشرة بيتر فيالا، رئيس وزراء التشيك، فى قسم من الكنيسة مخصص لقادة العالم. بينما جلس بجوار السيدة الأولى الأمريكية إجناسيو كاسيس، رئيس سويسرا. وانتهت مراسم القداس الجنائزى فى كنيسة دير وستمنستر، بصمت شهدته الكنيسة وكل أنحاء بريطانيا لمدة دقيقتين، ثم بدأت مراسم نقل نعش الملكة إلى قوس ويلنجتون الذى لا يبعد عن موقع الكنيسة. وشارك فى مراسم نقل النعش سبع مجموعات، تضم كل منها أفرادا من القوات المسلحة البريطانية. وتبعت كاميلا، قرينة الملك، وكيت ميدلتون، أميرة ويلز، جثمان الملكة فى سيارة مباشرة خلف الملك وغيره من كبار أفراد العائلة المالكة، الذين ترجلوا سيرا على الاقدام مرة أخرى خلف النعش لمسافة 2.4 كيلومتر، فيما قاد الموكب شرطة الخيالة الملكية. فى المقابل أقلت سيارة ثانية ميجان ماركل، دوقة ساسيكس، وصوفى، كونتيسة ويسيكس. وبعد وصول النعش إلى قوس ولينجتون فى هايد بارك كورنر تم نقله إلى قلعة وندسور غرب لندن، حيث تم إقامة قداس فى كنيسة سانت جورج، قبيل أن يوارى الثرى، فيما اتجه زعماء العالم إلى حفل استقبال يقيمه وزير الخارجية البريطانى جيمس كليفرلى.