أعلن قصر باكنجهام، اليوم الخميس، وفاة الملكةإليزابيث الثانية وذلك عن عمر 96 عاما، بعد مرورها بأزمة صحية، أوجبت تواجدها بقلعة بالمورال المقر الأستكلندي للعائلة الملكية. ويعتبر حدث وفاة إليزاليث استثنائيا وفريدا؛ حيث أنها ظلت على العرش البريطاني لفترة تجاوزت السبعين عاما، ما رسخ لعلاقات إنسانية بينها وبين شعبها وشعوب الأخرى على تغير أجيالهم؛ حيث وضعها الكثير في قالب من لا تتقبل صورة المشهد العالمي بغيابه.
وعلى نطاق حكمها لبلدها، تناوب على حكم إليزابيث 16 رئيسا للحكومة الإنجليزية بداية من تشرشل وحتى ليزا تراس التي تولت منصبها قبل نحو يومين.
وبحسب خط ولاية العرش البريطاني؛ فإن التاج البريطاني سيؤول للإبن الأكبر للملكة الأمير تشارلز أمير ويلز.
الفرق بين التتويج والتنصيب قد لا يلاحظ البعض أن هناك فارقا بين تنصيب الملك ببريطانيا وبين تتوجيه، لكن الحقيقة تشير لأن يوم تولي المنصب يختلف عن يوم التتويج الفعلي، إذ يتم تنصيب ولي العرش ملكًا بشكل رسمي خلفا لسلفه الذي توفى أو تنازل عن العرش مباشرة، لأنه لا يمكن أبدًا أن يكون العرش شاغرًا.
وبالعودة لآخر المتوجين وهي الراحلة إليزاليث؛ فإنه مجرد وفاة الملك جورج السادس في 6 فبراير 1952، أصبحت إليزابيث الثانية رسميًا ملكة بريطانيا، بينما يكون حفل التتويج في وقت لاحق، مع انتهاء حالة الحداد، فينما كانت وفاة جورج في فبراير 1952، تم تتويج ابنته إليزاليث في أبريل من العام التالي، وهو الأمر المتوقع في حالة تشارلز.
مباركة كنسية رغم أن تتويج الملك يعد ظاهريا شأنا سياسيا، فإن الطابع الديني يظل حاضرا وبقوة في المشهد،وعلى مدى 900 عام الماضية ، أقيم الحفل في كنيسة وستمنستر أبي ، لندن. يتم إجراء الخدمة من قبل رئيس أساقفة كانتربري.
وأثناء الحفل، يؤدي جلالة الملك يمين التتويج. اختلف الشكل والصياغة على مر القرون. اليوم ، يتعهد الملك بالحكم وفقًا للقانون ، وممارسة العدالة برحمة - وعود يرمز إليها بالسيوف الأربعة في شعارات التتويج (جواهر التاج) - والحفاظ على كنيسة إنجلترا.
ثم يتم "مسح الملك وباركه وتكريسه" من قبل رئيس الأساقفة ، بينما يجلس الملك على كرسي الملك إدوارد (صنع عام 1300، ويستخدمه كل ملك منذ عام 1626).
وبعد تلقي الجرم السماوي والصولاري يضع رئيس الأساقفة تاج القديس إدوارد على رأس الملك. بعد أن قام رئيس أساقفة كانتربري وكبار الأقران بتكريم الولاء، يتم الاحتفال بالتناول المقدس، وذلك بحسب ما جاء بموقع العائلة الملكية البريطانية.
مراسم عسكرية وبعد أن يؤدي الملك المتوج اليمين، يجوب بعربته شوارع لندن، و يذكر أن الملكة إليزابيث كان بموكبها وزوجها ممثلون من أكثر من 40 دولة عضو في الكومنولث، بما في ذلك رؤساء دول وسلاطين ورؤساء وزراء.
وانضمت القوات البريطانية إلى مجموعة كبيرة ومتنوعة من قوات الكومنولث، بما في ذلك الشرطة من جزر سليمان، والماليزيين بالزي الأبيض والأزياء الخضراء، والباكستانيين في أغطية الرأس الرجالية، والجبال الكندية، والنيوزيلنديين والأستراليين في عرض عسكري مهيب، بحسب ما ذكر موقع "هيستوري" الأمريكي.
مشاركة شعبية في اليوم السابق لتتويج إليزابيث، اكتظت حشود هائلة من البريطانيين على الأرصفة منتظرين رؤية الموكب التاريخي، رغم ان الطقس بدا سيئا على نحو ما، بهطول لبعض الأمطار.
وشهد تتويج إليزاليث أجواء غير مسبوقة، وذلك حيث كان التتويج الأول لملك بريطاني يتم نقله عبر البث التلفزيوني، ما جعل من البريطانيين مالم يحالفهم الحظ بأن يشاهدوا موكب ملكتهم الجديدة بشوارع العاصمة يعوضون ذلك بمشاهدته تلفزيونيا، وأُعلن في وقت سابق من العام أن تتويج الملكة سيُبث عبر التلفزيون، وارتفعت مبيعات أجهزة التلفزيون بشكل كبير.
وصاحب ذلك بعض من الجدل؛ حيث الواضح أنه كان هناك الكثير من الجدل في الحكومة حول ما إذا كان من "الصواب والملائم" بث مثل هذه المناسبة الرسمية على التلفزيون. عدة أعضاء من مجلس الوزراء في ذلك الوقت، بما في السير ونستون تشرشل، حث الملكة على تجنيب نفسها إجهاد حرارة وهج الكاميرات، من خلال رفض بث الحفل على التلفزيون، ولم تستجب الملكة الشابة لتلك التوصيات والنصائح، مفضلة أن يشاركها شعبها في تلك اللحظة الفارقة، وذلك بحسب ما نشر موقع "ذا بريتش هيرتاج" البريطاني في قسمه التاريخي.