لم يصدق عامل مصعد مبنى (برج الألفى) بشارع الجمهورية بالقاهرة نفسه عندما وجد أن من ينتظر المصعد بالطابق الأرضى فى الثانية عشرة والنصف ظهرا، هو وزير التربية والتعليم د.أحمد زكى بدر، الذى حضر دون حرس شخصى، يرافقه أحد مساعديه فقط، قبل أيام. وبرج الألفى تشغل أدواره الأولى هيئة التعاون الدولى، وتشغل أدواره الوسطى الشركة القابضة للأدوية، فى حين يحتل مركز تطوير المناهج طابقه الحادى عشر، ويشغل المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية طوابق (9، 10، 12، 13، 14)، وطلب الوزير أن يبدأ من الطابق التاسع حيث مركز المعلومات والمكتبة، وعندما طلب من العاملين بيانات لم يتمكنوا من إحضارها من على الكمبيوتر، فتهكم قائلا: (هو ده مركز المعلومات اللى صارفين عليه ألوفات) بحسب مصادر شاهدة عيان. وفوجئ باحثو المركز القومى للبحوث التربوية بدخول الوزير إلى غرف الطابق العاشر قبل أيام، وتضاحك الوزير مع بعض الباحثين وقال لهم: (تقدروا تعملوا شغل مركز تطوير المناهج أو تبويظ المناهج) فأجابه الباحثون بنعم، مما فسره البعض على أنه احتمال أن يسحب الوزير أمر مسابقة تأليف الكتب المدرسية من مركز تطوير المناهج إلى المركز القومى للبحوث التربوية، خاصة وهناك شعبة لتطوير المناهج بالمركز يمكن لباحثيها أن يقوموا بنفس الدور تقريبا، بعد التحقيقات التى بدأها الوزير فى مخالفات تأليف الكتب المدرسية، وينتظر أن تسفر عن الكثير. وعلمت «الشروق» أن الوزير تأمل أسماء الباحثين وأساتذة المركز من خلال بيانات بأسمائهم واطلاعه على بعض أغلفة البحوث المعلنة فى لوحات بالطابق الأرضى وعلق قائلا: يبدو أنكم لستم أقارب مثلما حدث فى المركز القومى للامتحانات، حيث كشفت أسماء الباحثين عن صلات القرابة بشكل فج. وعندما صعد الوزير إلى الطابق العاشر على قدميه حيث مركز تطوير المناهج دخل مكاتبه واحدا تلو الآخر، وانتقد سوء نظافتها، وقال: «بدل ماتبعتوا العمال يجيبوا ساندوتشات خليهم ينظفوا»، وعندما دخل إلى غرفة التكنولوجيا المسمى خطأ بقسم الطبع والنشر علق متهكما: «هو ده بقى المكان اللى بتألفوا وبتجهزوا فيه الكتب وتقولوا انها بتاعة دار نشر مش عارف إيه؟!»، وعندما وصل إلى غرفة مدير المركز د.يسرى عفيفى قال له: «فين بقى الكتب اللى عايز توريها لى، واللى الله وأعلم عاملينها مع دار نشر إيه». وبحسب المصادر تركت زيارة الوزير لهذا الطابق وجوما وتخوفا لدى الباحثين لم تذهب إلى الآن، فهم يرون أن مركزهم هو الأولى بمهمة تطوير الكتب وصناعتها، وليس شعبة تطوير المناهج بمركز البحوث التى يرونها أكثر تخصصا فى البحوث وليس فى الصناعة، ويقول بعضهم إذا كان بعض باحثى المركز متورطين فى تجاوزات (الخصم والحكم) فى تأليف الكتب، فبعض باحثى وأساتذة مركز البحوث متورطون أيضا بشكل أو بآخر. وواصل الوزير زيارته إلى باقى الطوابق حتى الرابع عشر، وانتظر عامل المصعد أن يهبط بالوزير كما صعد به، لكن الوزير نزل من المبنى على قدميه.