انطلق موسم صيد السمان في شبه جزيرة سيناء الذي تعتمده وتنظمه رسميا وزارة البيئة فى مصر وفق أطر وقوانين محددة. وتبدأ بشائر الطيور المهاجرة وأشهرها السمان، مع بداية شهر سبتمبر من كل عام ودخول فصل الخريف، في الوصول إلى مصر عامة وشبه جزيرة سيناء خاصة، التى تزخر بشواطيء كبيرة على البحر المتوسط ومحميات طبيعية في الزرانيق ورأس محمد والأحراش فى رفح. ويعد صيد السمان موسما اقتصاديا كبيرا للكثير من أهالي سيناء الذين يحترفون هذه المهنة التي تدر عليهم دخلا ماليا كبيرا، وخاصة إذا ما صادف الحظ أحد الصيادين وقام بصيد الصقور غالية الثمن. ويقول رئيس الجمعية الأهلية لحماية البيئة في شمال سيناء عبدالله الحجاوي، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن صيد السمان موسم ونشاط اقتصادي كبير يعتمد عليه غالبية سكان سيناء منذ الآلاف من السنين، حيث يتم تنظيمه وفق أطر وقوانين محددة. وأشار إلى أن شروط صيد السمان، الذي يعرف عند أهالي سيناء (بالفر) تبدأ في نصب شباك خاصة على بعد من 200 متر وحتى كيلومتر تقريبا وفى المناطق البعيدة عن الشاطئ حوالي نصف كم تقريبا، وتكون الشباك بطول 20 مترا ولا يزيد ارتفاعها عن مترين. وأصدرت محافظة شمال سيناء قانونا فى 2005 يمنع ويحظر صيد بعض الطيور المهاجرة التى في طريقها إلى الانقراض وتسليمها إلى أقرب محمية، وكذلك يمنع الصيد نهائيًا فى محمية الزرانيق القريبة من بحيرة البردويل التى تقع على بعد 35 كم غرب مدينة العريش وهى من أهم المحطات التى تتوقف عندها جميع الطيور المهاجرة لالتقاط الأنفاس. وحذر الباحث في التراث السيناوي، صقر الغول، في حديثه ل"د.ب.أ"، من "جريمة كبرى تهدد بالقضاء على الطيور المهاجرة نهائيا وانقراضها تتمثل في إقبال بعض الصيادين على أجهزة صينية توضع بالقرب من شباك الصيادين وتصدر أصواتا خاصة جاذبة للطيور المهاجرة". وأضاف أن ذلك يؤدي إلى صيد كميات كبيرة من الطيور المهاجرة بفضل تلك الأصوات بشكل أدى إلى زيادة ملحوظة لطائر السمان فى الأسواق بالعريش، مطالبا ب"التدخل الفوري من قبل الأجهزة الأمنية للقضاء على هذه الأجهزة التى يتم بها صيد الطيور بطريقة جائرة تهدد بانقراضها نهائيا". ورغم كثرة وانتشار السمان فى أسواق سيناء إلا أن سعره مرتفع بشكل كبير بالنظر إلى حجمه، الذي هو أكبر من العصفور وأقل من زغلول الحمام، ويبلغ ثمنه نحو 100 جنيه لاثنين منه، الأمر الذي جعله غذاء غالي الثمن لا يتوفر للكثير من الأهالي في سيناء. ويقول رئيس جمعية الحفاظ على التراث و الباحث فى التراث السيناوي صلاح البلك، ل"د.ب.أ": "يبدأ موسم السمان مع سماع زقزقة أول طائر (شرقرق) فوق سطح مياه بحر المتوسط على شواطئ سيناء وهو طائر التشريفة الذى يسبق ويعلن عن قدوم طائر السمان". ولا يأتي طائر السمان "الفر" أو "السماني" أو "الفري" منفردا بل مصاحبا معه طيور المرعي، والزرزور، واليمام، والحمام البرى فى هجرة موسمية من خريف كل عام حيث تنصب الشباك ليتم اصطياده من رفح حتى السلوم على امتداد شاطئ البحر المتوسط.