في ظل انسداد سياسي مستمر، وبعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزاله السياسة، اشتعلت الأوضاع في العراق اليوم الإثنين، واقتحم متظاهرون القصر الجمهوري ببغداد و مبان حكومية أخرى. ووقعت اشتباكات بين أنصار الصدر وأنصار جماعات مدعومة من إيران خارج المنطقة الخضراء بوسط بغداد، وتبادلوا الرشق بالحجارة، بحسب وكالة رويترز للأنباء. ودفعت تلك الاشتباكات القوات الأمنية لإطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين. وقال مصدر أمني للوكالة، إن "القوات الأمنية أطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين بالمنطقة الخضراء". واستخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع والدخانية ضد مقتحمي القصر الجمهوري ببغداد، بهدف إخراجهم من المبنى. وأصيب 4 متظاهرين بالاختناق جراء القنابل المسيلة للدموع، وسط بغداد، وقال المصدر الأمني، إن "القوات الأمنية تواصل وبصورة مكثفة إطلاق القنابل المسيلة للدموع ضمن مقتربات القصر الحكومي في المنطقة الخضراء وسط بغداد". ودفع إعلان الصدر لاعتزال السياسة أنصاره، الذين يعتصمون منذ أسابيع داخل مقر البرلمان في المنطقة الخضراء، للتظاهر واقتحام المقر الرئيسي لمجلس الوزراء. وقال الصدر، فى بيان نشره على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «إننى الآن أعلن الاعتزال النهائى وغلق جميع المؤسسات إلا المرقد والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر»، مشيرا إلى أن الكل فى حل منه. وأفادت وكالة رويترز بأن أنصار التيار الصدري، أغلقوا، مساء الإثنين، ميناء أم قصر، أحد أكبر الموانئ العراقية بمدينة البصرة. وشهدت الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء توافد المئات من اتباع الصدر للمشاركة فى المظاهرات الاحتجاحية فيما تحولت المنطقة الخضراء الحكومية إلى ثكنة عسكرية. وجابت سيارات حاملة مكبرات للصوت شوارع مناطق مؤيدة للزعيم الشيعى تدعو الأهالى إلى المشاركة فى المظاهرات الاحتجاجية. ومن جانبها،دعت بعثة الأممالمتحدة في العراق "يونامي"، المتظاهرين إلى مغادرة المنطقة الخضراء وسط بغداد. وقالت يونامي في بيان، إنها "تدعو جميع المتظاهرين إلى مغادرة المنطقة وإخلاء المباني الحكومية، وتحث على أقصى درجات ضبط النفس". بدوره، قال البيت الأبيض اليوم الإثنين، إن التقارير عن وقوع اضطرابات في العراق مزعجة، مؤكدا أن الآن هو وقت الحوار لا المواجهة في العراق. وأوضح أن واشنطن لن تقوم بعملية إخلاء لسفارتها في العاصمة العراقيةبغداد عقب هذه الأحداث. يأتي ذلك فيما قالت سلطة الطيران المدني العراقية، إن الرحلات في مطار بغداد مستمرة ولا يوجد أي توقف بها. وأعلنت العمليات المشتركة بالعراق، عن حظر التجوال الشامل في العاصمة بغداد، بدءا من الساعة 3:30 عصرا، إثر اقتحام المحتجين للقصر الجمهوري، مؤكدة أن حظر التجول يشمل العجلات والمواطنين كافة. ورغم دخول قرار فرض حظر التجوال في العراق حيز التنفيذ، إلا أن الأوضاع في الشوارع تبدو طبيعية والحركة لم تتأثر بقرار حظر التجوال وشهدت المنطقة الخضراء توافد كبير من أنصار مساندين لمعسكري الاحتجاجات، تزامن معها تحرك مماثل في محافظات الجنوب اقتحم بموجبه اتباع الصدر مقار حكومية وحاصروا بعضها بينها مبنى محافظة البصرة وذي قار والديوانية والمثنى.