قال الدكتور عبد المسيح سمعان أستاذ التربية البيئية في جامعة عين شمس ورئيس لجنة الجغرافيا والبيئة في المجلس الأعلى للثقافة إن وعي الإنسان وترشيده في استخدام الموارد ومنها الطاقة والمياه والغذاء أمر في غاية الأهمية للمساهمة في تخفيف حدة التغيرات المناخية، مشيرا إلى أهمية تنفيذ مبادرة زراعة 100 مليون شجرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي خاصة مع الإعلان عن مؤتمر المناخ الذي ستستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر القادم. وأشار الدكتور عبد المسيح سمعان اليوم، خلال محاضرته عن (ظاهرة التغيرات المناخية) في ثاني أيام أكبر دورة تدريبية لصحافة المناخ والتي تنظمها نقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي حماد الرمحي السكرتير العام المساعد ورئيس لجنة التدريب بالتعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الكاتب الصحفي خالد مبارك رئيس الجمعية وأشراف الدكتور محمود بكر نائب رئيس الجمعية والكاتبة الصحفية حنان بدوي سكرتير عام الجمعية والكاتبة الصحفية سوسن عبد الباسط أمين الصندوق، إلى أن من أهم العوامل المؤثرة في التغير المناخي العوامل الطبيعية وهي الشمس والرياح والأمطار وعوامل الجاذبية وأوضح أنها تستطيع التكيف مع نفسها وهو أمر لا خطر منه ولكن العوامل البشرية وهي الأهم والسبب الرئيسي لظاهرة تغير المناخ، متمثلة في زيادة ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الصناعة وعوادم السيارات بسبب استخدام الوقود الأحفوري، بالإضافة إلي ثاني أكسيد الكربون الناتج من الأنشطة الإنسانية التي تحترق والمخلفات في الشارع، والقطع الجائر للغابات، لأنها تعد رئة الأرض حيث تمتص ثاني أكسيد الكربون وتنتج أكسجين، لافتا إلى أنه كان لابد من زيادة الغابات وليس قطعها لعمل توازن بيئي للأرض والمناخ . ولفت أستاذ التربية البيئية إلى مدى خطورة ثاني أكسيد الكربون على ظاهرة تغير المناخ والاحتباس الحراري خاصة في زيادة نسبة الأخير في الغلاف الجوي عن معدلاته الطبيعية من 28 جزءا من المليون إلى تضاعفه وزيادته الآن إلى 400 جزء في المليون ومتوقع أن تصل إلى 500 جزء في المليون قريبا، وهذا الأمر أيضا هو السبب في الاحتباس الحراري، حيث يقوم ثاني أكسيد الكربون بحجز أشعة الشمس داخل الغلاف الجوي ثم يمتنع عن انعكاسها وخروجها من الغلاف تماما مثل نظرية الصوبات الزراعية وتغير مواسم الزراعة بداخلها بسبب حبس أشعة الشمس بداخلها . وأوضح الدكتور عبد المسيح أنه منذ عام 1960 وزادت حرارة الأرض 1,2 درجة مئوية الأمر الذي قد يراه البعض بسيط ولكنه خطير جدا علي الكائنات الحية والنظم البيئية، لدرجة أن العالم يصارع ويحتشد على عدم زيادة درجة حرارة الأرض عن 1,5 درجة مئوية كحد أقصي. وعن أهم مظاهر الاحتباس الحراري، يقول الدكتور عبد المسيح أنها تظهر بقوة في ذوبان الكتل الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي وارتفاع مستوى البحر والذي قد يسبب غرق لبعض المناطق الساحلية، وزيادة حدة الأعاصير وتغير في حجم واتجاه الأمطار، مشيرا إلى أنه منذ عام 2015 وبدأ العالم يتحدث عن التكيف مع تغيرات المناخ و تتخذ الدول إجراءات للتكيف، لافتا إلى إن مصر قد وقعت مؤخرا على اتفاقية الحد من غاز الميثان، وهو ضمن أسباب تغيرات المناخ وينتج من المخلفات الزراعية وروث الحيوان. ولفت سمعان إلى تأثر الموائل البيئية ويحدث ما يسمي بظاهرة الانقراض لبعض الكائنات مما يؤدي إلى اختلال في توازن الطبيعة. ونوه أستاذ التربية البيئية إلى جهود مواجهة الظاهرة من دول العالم , واهمها مؤتمر باريس عام 2015 ومؤتمر جلاسكو عام 2021 لمناقشة تغيرات المناخ، مشيرا إلى وجود اربع قضايا مهمة هما تقليل استخدام الوقود الأحفوري، والفحم في توليد واستخدام الطاقة وتقليل الانبعاثات، وكذلك كيفية استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، وآليات التكيف والتخفيف لكل بلد . ح م ز / م م ر