تُقام في الساعة من مساء اليوم، واحدة من قمم البطولات الأوروبية الكبرى، وذلك عندما يستضيف مانشستر يونايتد على ملعب أولد ترافورد، غريمه التقليدي ليفربول، لحساب الجولة الثالثة من الدوري الإنجليزي الممتاز. وسيكون العنوان الرئيسي لهذه المواجهة المرتقبة هي "قمة عصفورين بحجر"، إذ سينجح الفائز بها في تحقيق هدفين، الأول هو استعادة التوازن وإنهاء البداية السيئة للموسم، والثاني هو زيادة الأحزان والصعوبات على الغريم التقليدي. ويُقام كلاسيكو إنجلترا في ظروف مختلفة تمامًا عن كل القمم التي جمعتهما من قبل، إذ من المرجح أن تزداد البداية الكارثية لنادي مانشستر يونايتد داخل وخارج الملعب ومتذيل الترتيب للمرة الأولى منذ 30 عاماً، وهو نفس الأمر لليفربول الذي اكتفى بتحقيق نقطتين في أول جولتين من البريميرليج. وستكون أعين متابعي كرة القدم حول العالم شاخصة على ملعب أولد ترافورد المعروف باسم مسرح الأحلام، نظرًا لأن المباراة تُقام بين فريقين كبيرين لكنهما جريحين، إذ خسر مانشستر يونايتد في الجولة الأولى أمام برايتون بهدفين لهدف وفي الثانية أمام برينتفورد برباعية نظيفة، فيما تعادل ليفربول أمام فولهام 2-2، وأمام كريستال بالاس 1-1-، وهو ما جعل الريدز يبتعد عن القمة ومنافسه المعتاد مانشستر سيتي بفارق 4 نقاط. وسيقود كريستيانو رونالدو، نجم مانشستر يونايتد رغم بدايته المتواضعة هذا الموسم والأنباء العديدة التي تتردد عن رغبته في الرحيل عن قلعة أولد ترافورد، أحلام مدربه إيريك تين هاج في إنهاء البداية الكارثية للموسم سريعًا، حيث دوّن الهولندي اسمه في السجلات كأسوأ بداية لمدرب في تاريخ النادي على مر 100 عام. وسيكون تين هاج البالغ من العمر 52 عامًا مضطراً، للاعتماد على التشكيلة ذاتها التي سبق لها أن عانت من خسارتين مذلتين أمام ليفربول في الموسم الماضي بنتيجتي 5-0 و4-0، في ظل عدم اتمام التفاصيل التعاقدية مع كاسيميرو، لاعب ريال مدريد الإسباني. ومن المرتقب أن تُقام القمة المنتظرة في أجواء مشحونة، إذ من المتوقع أن تنظم جماهير يونايتد احتجاجات على نطاق واسع قبيل انطلاق المباراة تعبيراً عن اعتراضها على سياسة عائلة جلايزر الأمريكية المالكة للنادي منذ عام 2005. ولطالما تقوم جماهير يونايتد بالتنديد دومًا بسياسة عائلة جلايرز في إدارة النادي، مع المطالبة بضرورة رحيلهم عن في أقرب فرصة وتسليم مقاليد السلطة في أولد ترافورد إلى مالك جديد، قادر على تلبية الطموحات. أما في الجهة اليسرى، فستكون معاناة ليفربول داخل الملعب فقط، إذ يعيش الفريق أجواء مستقرة خارج الميدان، إلا أن كثرة الإصابات والغيابات هي ضربة موجهة للمدرب يورجن كلوب. وسيكون الألماني كلوب مضطرًا للتعامل مع واقع الاصابات التي لحقت بصفوفه في بداية الموسم الحالي، بالإضافة لخسارة جهود وافده الجديد المهاجم الأوروجوياني داروين نونيز لثلاث مباريات. وقام نونيز بضرب مدافع كريستال بالاس في المباراة الماضية دون كرة، بعدما نجح الدنماركي يواكيم أندرسين في استفزازه، ليقوم بعدها الحكم مباشرةً بطرده، فيما اعتذر بعد ذلك القادم من بنفيكا الصيف الجاري لجماهير الريدز على فعلته. ولطالما كان محمد صلاح هو النجم الأول في صفوف ليفربول على مدار السنوات الماضية، إلا أنه في لقاء الليلة سيكون هو النجم الأوحد، في ظل كثرة الغيابات بالإضافة لرحيل ساديو ماني إلى بايرن ميونيخ. وستتعلق آمال جماهير ليفربول في الخروج سريعًا من الكبوة والعودة للمنافسة على لقب البريميرليج كما جرت العادة في السنوات الماضية، بأقدام الفرعون محمد صلاح، صاحب الهدف الواحد هذا الموسم، والذي دخل الموسم بمعنويات جيدة، بعد تجديد عقده رسميًا مع النادي.